في صباح باكر أخذت مقعدي لذلك المكان ، تنتابني التساؤلات التي تبحث عن إجاباتها ، كإطلالة ذلك الصباح البهي ، لست وحدي وأنا أقتعد ذلك المكان ، وتعاودني الأسئلة على عجل من أمرها ، أأنت لازلت في ذلك الحُلم ؟ الذي انتابك البارحة ، تحت زخات من المطر ، حاولت أن أبادل تلك التساؤلات ، بابتسامة فرح لما أراه أمامي ، المدخل في روعة من الجمال المعماري ، بعد إضافة تحسينات على الواجهة الرئيسة ، لذلك المدخل الشمالي ، الذي مضى على افتتاحه ما يزيد عن الأربعة عقود ، وهاهو يعاود ابتهاجه بهذه التحسينات ، لم استطع تحديد بدايتها التي لم تكتمل بعد ، بكل المصداقية لم أزرْ هذا المكان منذ ما يقارب العام .

وهكذا حين لا أجد من الضرورة ، ما يجعلني أكرر تلك الزيارات ، وإن كان هناك أحيانا ما يستدعي ذلك ، لخبرة تراكمية قد مرّ بها آخرون غيري ، فالكل منشغلٌ بذاته ، ولا وقت للانتظار ، بما يزيد عن الساعة والنصف وقد تزيد قليلاً ، خصوصا إذا ضبطت ساعتك على رحلة لطيران الخطوط السعودية ، من جدة إلى الرياض العاصمة ، لتنجز مهمتك وتعود قبل عصر ذلك اليوم ، مُكللاً بنجاح المهمة التي سافرت من أجلها ، فعذرا إن لم أتجاوز الحقيقة ، التي يدركها الكثير ممن يؤمن بأهمية الوقت ، هكذا نحن نبحث عن من يشعرنا بتلك القيمة المعنوية ، ويرسِّخ ثقافة استثمار طاقات الشباب ، لترجمة الإدارة بجانبها التطبيقي كسمة من التميز في الأداء .

لكنني من خلال تلك المشاهد الايجابية ، لذلك الصباح الأجمل ، حين حاولت أن أحدد ملامح وعناصر مقالتي هذه ، لمجموعة من الشباب الواعي ، تحرّر من الكثير من الرّتابة والترهل المُمِلْ ، ولسان حالهم يقول وُجِدْنَا لخدمة الجميع ، واحترام لمن قصد هذه المنشأة الحكومية ، فوجودنا كفريق عمل نسعى لأداء الواجب ، وملامح وجه أحدهم كأنه يقول دعونا نعمل من أجلكم ، أمامنا مساحة من النفس الطويل ، ما يجعلنا نضاعف العطاء فقط نحتاج أن تبادلونا نفس الروح ، وأن حصل تقصير من جانبنا ، فعذرا لمعالي الوزير الذي يرأس هذه المنشأة ، كغيرها من مرافق وزارته ، كأمل لكل مواطن أن يجد فيها ما يلبي حاجته بنفس الأداء.

ومن الطبيعي أن قارئ هذه السطور لديه من التساؤلات ما يجعله يثور شكّاً على كاتبها ، أتربطه صلة بمعالي الوزير الذي اعتذر منه ؟ في عنوان مقالته أوله من وراء ذلك مصلحة خاصة ، وتساؤلات تمتد لما لا نهاية بشكل يقلب عليه الواقع ، في قالب درامي دون ذكر من تعنيه تلك المقالة ، أو تلك الوزارة ومعالي وزيرها تحديدا ، التي عكست شخصيته على روح فريق العمل ، أملا أن تتعدد شخصية الوزير في جميع قطاعات الدولة ، لأننا أمام تحدي نجاح رؤية المملكة 2030 بتوجيه من قائد معركة التنمية خادم الحرمين الشريفين ومتابعة ميدانية من ولي عهده.
ترنيمة : ــ من قصيدة للدكتور غازي القصيبي رحمه الله

قولي : كيف أعتذر ؟
وهل تدرين ما الكلمات ؟
قولي .. إنه القمر !

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *