[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

عادة اتردد كثيرا عن الكتابة في المناسبات السنوية. ولكن وحدة اليمن والاحتفال بها دائما كان أمرا يثير دوافع الكتابة عندي. فلسبب ما لا أدري متى حدث ولا دوافعه، كنت اتصور وحدة اليمن شبيهة بفتاة صغيرة تكبر، أتابع نموها واتسامح مع هفواتها، واغفر لها عثراتها.
استمر ذلك عندي حتى العام الماضي حيث اعتبرت انها بلغت سن الرشد وحان وقت محاسبتها على اعمالها بدءاً من هذا العام، وقصدي ليس محاسبتها على ما قامت به وهي تكبر وتحبو فتقع، ولا وهي \”تتهتئ\” وهي تتعلم الكلام ، ولا اخطائها الاملائية وهي تتعلم الكتابة والحروف، ولا الحركات الرعناء وجسدها ينمو ويترعرع، ولا ضحكاتها الصاخبة حيث يجدر بها الصمت، وانفعالاتها المفاجئة وهي تدخل في سن المراهقة وتتواجه مع معارك اضطرابات الهرمونات في عروقها والخلايا، بل ما تقوم به وهي ابنة تسع عشرة.
وفعلا بشكل غريب متوافق مع تخيلاتي عن هذه الوحدة الشابة اجد العام التاسع عشر بداية مسؤولية ومحاسبة وانفعالات جماعية بين كل الفئات. يتصدر هذا الموكب كل اولئك الشباب الذين ولدوا لسنوات قليلة قبل او خلال او بعد قيامها.
هؤلاء الذين لا يعرفون ماضي التشطير لا يتشاركون مع الكبار في السن في مخاوفهم ولا يفهمون منطقهم. وهؤلاء الذين ولدوا لعائلات لديها رواية واحدة للماضي صدقوا ما قيل لهم عن ماضٍ مصنوع من حلم وتطور لأنهم لم يجدوا سوى رواية رسمية واحدة لم تهتم بتقديم حسنات الماضي وسيئاته في وقت واحد بل قدمت السيئات فقط، وقامت العائلة باستكمال الفراغات بمعلومات ليست بالضرورة صحيحة.
لذا اختلط هذا العام بتصرفات واحتفالات عن وحدة بلاد لها الوان مختلفة حسب المكان والاشخاص الذين يتحدثون عنها. فالغاضب من النظام يحمل الوحدة المسؤولية. وأولئك الذين مرت بهم سنوات وخطوات التعلم خلال الثمانية عشر عاما الماضية على نحو تجاوزهم أوهمشهم حملوا الوحدة مسؤولية ما حدث لهم. واولئك الذين تطبعوا لفترة طويلة من الزمان على نظام يقوم هو بكل شيء حيث يفكر لهم ويتخذ القرارات نيابة عنهم ويتولى توظيفهم سواءً انتجوا او لم ينتجوا، صدمتهم حقيقة ان عليهم القيام بالمبادرات بأنفسهم فلم يبادروا، فلاموا تقصيرهم على الوحدة.
الاحتفال مع الافتعال:
الاحتفال بالعام التاسع عشر للوحدة هذه المرة له مذاق الحيرة، وخوف المستقبل. يحتاج اليمنيون اليوم أكثرمن أي فترة مضت الى إعادة نظر وتصحيح خريطة الطريق لمعرفة اين المسير. فلو كانت الوحدة فتاة لكانت الان في السنة الاولى بالجامعة غيرمؤهلة بعد للقيام بوظيفة كبيرة، ولو حاولت العمل بالثانوية فستجد القليل من الوظائف المتاحة وربما الحاجة الى وساطة كبيرة.
لو كانت الوحدة فتاة لقلنا اليوم لكل أهل اليمن، أن عليهم ان يفكروا معا في أي تخصص يريدون لها أن تتقن، واي صورة وخط طريق عليها ان تسلك. فمستقبلها هو مستقبلهم.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *