[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. رؤوفة حسن [/COLOR][/ALIGN]

هذه الأيام تقوم الصحافة اليمنية ولا تقعد لأن نقابة الصحفيين تعقد مؤتمرها يوم السبت والأحد في ظل جو مشحون بالترقب والإشاعات والتكتلات والحماس والالعاب السياسية والنوايا الطيبة، حيث أن عليها ان تنتخب قيادتها للفترة القادمة.
وطبعا الانتخابات هي مجرد انتخابات داخلية في نقابة تمثل إحدى منظمات المجتمع المدني العريقة التي كانت نشأتها سابقة لدولة الوحدة اليمنية، وتم توحيدها مثل كل المنظمات الأخرى. لكن الزخم يأتي من طبيعة عمل أعضاء هذه النقابة فهم قادة رأي وصناع صورة المجتمع لبعضه وعن نفسه وخاصة عن نظامه.
وفي العادة فإن الروح التي تسيطر على وقائع مؤتمر الصحفيين اليمنيين هي التي فيما بعد تسود في الانتخابات البرلمانية العامة بعدها، ثم في الانتخابات الرئاسية. فنظام الانتخابات يقوم على الفصل بين الانتخاب لأعضاء المجلس وبين الانتخاب للنقيب.
وبينما تقوم معظم منظمات المجتمع المدني بانتخاب مجالسها التنفيذية أو هيئاتها الادارية وتترك لهم توزيع العمل فيما بينهم واختيار من يرأسهم، أما نقابة الصحفيين فتختار نقيبها بشكل مباشر وتختار المجلس في قائمة منفصلة وبذلك تجمع بين النظام الرئاسي في الانتخابات، وفي نفس الوقت تقيد الرئيس بالادارة التي تختارها بنفسها.
الاشاعات والترويج والتوافق:
كما يحدث في كل انتخابات، ففي انتخابات نقابة الصحفيين اليمنيين، يتم بث الشائعات وترويجها كوسيلة من وسائل التشويش على المرشح المنافس. وتبدأ الشائعات بالقول ان احدهم انسحب لكي يفقد بعض مؤيديه حماسهم له ويبدأون في البحث عن مرشح آخر. وحتى مع عودة المعلومات الصحيحة لهم بأن مرشحهم الأصلي لم ينسحب، تكون حالة الثقة الأولية قد اهتزت في أذهانهم.
وكما يحدث في كل انتخابات يبدأ المرشحون بالترويج لأنفسهم أو يقوم أعضاء الفرق الانتخابية المتحمسين لهم بالعمل للترويج لهم. وفي كل انتخابات تتطور وسائل الترويج حتى تبدو هذه المرة شبيهة باحدث طرق الترويج التي تستخدمها أعرق الديمقراطيات كما تستخدمها أكثرها حداثة.
وأجمل ما في العملية الانتخابية هي المناظرات التي تحدث بين المتحمسين لمرشح في مواجهة المتحمسين لمرشح منافس. حيث يشتد الحماس ويفقد البعض اتزانه وموضوعيته ويصبح نجاح مرشحه قضية لا يقبل عنها بديلا.
أما اسوأ ما في الانتخابات فهي عندما يبدأ استخدام التجريح والاساءة والطعن في جوانب المرشح الآخر على نحو يفقد الزملاء فيه روح الزمالة، كما يفقدون بعدها فرصة مداواة الجروح وإعادة الأمور إلى نصابها.
وذلك يحدث في مؤتمرات نقابة الصحفيين اليمنيين كغيرها، فهي عاصفة من العواصف التي لا يغطي اخبارها الصحفيين كالعادة بل هم من يصنعون أخبارها.
وفي النهاية يتم التوافق على التصويت لأقرب المرشحين الذي يعبر عن أكبر قطاع من الناخبين ويجدون فيه ترجمة لتطلعاتهم، ويتوسمون أن يحقق لهم ما يعد بتحقيقه مما يرغبون. ويصافحون الفائز فهو بأغلبية بسيطة او كبيرة نقيبهم الجديد.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *