عندما سألتني ابنتي !
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي الاصقة[/COLOR][/ALIGN]
يفاجأ المرء احياناً بسؤال طفولي يحتار في كيفية الاجابة الاجابة عليه من صعوبة الاجابة ولكن كيفية صياغة الاجابة وهذا ما حدث مع ابنتي التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها عندما سألتني ذلك السؤال المفاجئ وانا اتابع نشرة الاخبار على احدى القنوات ا لفضائية .
سؤال ابنتي غير المتوقع . . لماذا يا ابي يقتلون بعضهم . أنت كل ليلة تنظر الى التلفزيون وتشاهد هؤلاء؟
تأملت بكلام ابنتي وسؤالها وبالفعل كل ما تنقله وكالات الانباء ويستغرق ثلاث ارباع نشرات الاخبار كان عن الاقتتال والتفجيرات والعمليات الانتحارية وصور تبثها شاشات الفضائيات تقشعر لها الابدان جثث الكبار والصغار وهي ملطخة بالدماء مشوهة الصور وبالكاد تخلو نشرة اخبار من حوادث مؤسفة في بلدان اسلامية .
حاولت ان اشرح لتلك الصغيرة بأن هذه الحوادث هي نتاج تناحرات سياسية حمقاء ولكني عجزت ان اصيغ جملا تتفق وقدرة ادراكها لفهم اسباب تلك المآسي، وعندما اردت ان ابسط لها بأن ما يحدث هو عبارة عن نزاعات بين ناس تلك الدول بعيدا عن الاسباب السياسية والتناحرات الطائفية بادرتني بسؤال آخر برئ قائلة : لماذا لا يتصالحون ويعيشون دون قتال ونراهم على شاشة التلفزيون وهم يلعبون ويمرحون ولا نراهم يموتون . . انتهى سؤال تلك الطفلة وقلت لها تعالي ندعو الله ان يصلح شأنهم ويطفئ احقادهم .
لم استطع ان اقول لابنتي بأن ما يحدث هو مأساة انسانية اسبابها اطماع واحقاد يحمل لواءها افراد وضحيتها آلاف البشر من النساء والاطفال والشباب، لم استطع ان اقول لتلك الصغيرة ان تلك الدماء والجثث التي نراها كل يوم على شاشات القنوات الفضائية هي ثمرة من ثمرات الظلم والاستبداد والهيمنة والاستقواء بالعدد والعدة، لم استطع ان اقول لابنتي ما نراه يحدث في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وافغانستان هو نتاج ابتعادنا عن الحق وضعف المعتقد والاتكال على العدو في تحقيق المآرب والاهداف، لم استطع ان اشرح لها ان حاضرنا الدموي صنعناه نحن بعد ان ضعفت قدرتنا وقوتنا وتركنا لاعدائنا تخطيط مسيرتنا فوضع في مساراتنا اسفين الشحناء والبغضاء، لم استطع اقول لتلك البريئة ان اعداء الاسلام يعملون ليلا ونهارا وفي الخفاء والعلانية لضرب الاسلام والمسلمين بحجج واهية يلصقونها بأمة الاسلام، وددت انني املك تعبيراً ولغة اشرح من خلالها لابنتي اسباب الصراع الذي تراه وتسمعه على شاشات القنوات الفضائية ولكني لم استطع فياليت تلك المشاهد تختفي من نشراتنا الاخبارية ولا نرى على شاشاتنا الا عناوين السعادة والرخاء والمحبة والتسامح، عندها استطيع ان املأ اذان ابنتي بكل عبارات الشرح والوصف لكل ما تراه هي .
التصنيف: