عندما تكون الفجيعة أكبر

• علي محمد الحسون

•• تفجع عندما تستمع لأحدهم وهو يناقش قضية بعقلية مختلفة وبمنطق عجيب مع أنها مبسوطة كل البسط في وسائل الاعلام المختلفة التي تملأ كل الفضاء وهو لا يشاهد إلا فضائيات محددة وبمنطق محدد فتزداد فجيعتك عندما تعرف أنه يحمل مؤهلاً كبيراً فتسأل كيف أصبح صيداً سهلاً لتلك القنوات فراح يشيع ما تقوله بغباء ظاهر منه.
إن أمثال هذا في حياتنا كثير مع الأسف والمزعج انهم يقومون باشاعة تلك الأفكار وتلك المقولات في كل مكان يتواجدون فيه وبحماسة منقطعة النظير.. وهؤلاء يشكلون خطراً كبيراً على أنفسهم وعلى محيطهم لما يحملونه من مظهر خاص مغلف بانه أحد صانعي الرأي.
على اية حال أن هناك ما يجعلك كمتابع تطمئن بوجود أناس يحملون فكراً صائباً له من قوة الحجة ومدلولاتها ما يجعلك تقول نعم أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.. أما ذلك الزبد.. فهو فقاعات لابد أن تذهب في الفضاء دون تأثير لها.
فياليت أمثال ذلك الذي أصابني بالفجيعة يعرف أن هناك عقولاً وأن هناك وطناً لابد أن نرعاه بكل ما نملك من قوة.. وتضحية لا أن نجعله لقمة سائغة لكل ناعق.. وكل مفلس أخلاقياً.. ووطنياً.. فالحياة لا يمكن أن تستمر بدون بذل المزيد من الجهد والعرق لكي نصونها ونجعلها بعيدة عن هذا – الفكر – وهذا العنف.. وفي أولها ذلك العنف – الكلامي – الذي يمارسه البعض مع شديد الأسف.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *