عندما تغير موقفه من زميله

•• يقول ذلك الاستاذ الذي كان واحداً من جملة مدرسين يقومون بالتدريس في احدى مدارسنا المتوسطة عندما قاطعه أحد زملائه من مدرسي مادة الفقه.. فكان لا يلقي عليه السلام أو حتى الابتسام ناهيك عن المصافحة كان يومها التيار – الالتزامي – هو الظاهرة العامة في معظم ان لم أقل في كل مراحل التعليم لدينا.. حيث تحولت المدارس الى ثكنات لاشاعة التناقض بين أفراد المجتمع فتحولت حصص درس الفيزياء مثلاً الى محاضرة عن بعض الفرق الإسلامية في ذلك الزمان كانت المساجد تسير على نفس الاتجاه وأصبحنا نعيش حالة توتر رهيب.. ويقول هذا المدرس ولكن في غمرة هذه الحالة شبه العامة التي كنا نعيشها أن انتقل الى رحمة الله أحد كبار اسرتنا عندما اتى أمير المنطقة في تلك المدينة معزياً ومشاركاً في العزاء.. لأفاجأ ثاني يوم وأنا ادخل الى المدرسة وإذ بذلك الزميل الذي كان لا يطيق النظر إلي يأخذني بالأحضان معزياً ومتألماً لما حدث لنا.. عندها بقدر فرحي بهذا الموقف بقدر ما كنت أبحث عن سبب لهذا التحول منه ليفاجئني مرة اخرى بقوله هو – الأمير – جاءكم العزاء البارحة.. عندها أدركت سبب هذا التحول منه.. فهو لم يفعل كل ذلك الصد معي إلا اعتقادا منه أن صده هو إرضاء للسلطة وعندما فوجئ بأن السلطة ليس وارد لديها هذا – التفريق – بين مكونات المجتمع اهتزت لديه قناعته تلك وعاد الى الطريق الصواب.
لكن ذلك الفكر الذي تغلغل في النفوس أصبح أكثر شراسة الآن منه في بداية انطلاقته وهذا يعني لابد من الالتفات الى دعاته والى باذريه.. لا الاكتفاء بالمكابح الأمنية التي اثبتت تفوقها على دعاة الفكر بمراحل وملاحقتها لهؤلاء والوصول إليهم قبل قيامهم بتنفيذ ما يريدون تنفيذه.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *