عندما يُستقبل الموت بالفرح والزغاريد من قبل أهالي الهاربين المحرضين الخارجين عن الاعراف والأخلاق ، وعندما يترك الشاب بيته وبلده ليذهب ليفجر نفسه او ليقتل الأبرياء ، وعندما يسعى إنسان لإرباك بلاده ووطنه بأعمال ارهابية وإجرامية ، وعندما لا يُرى مكان للمرأة غير البيت ، وعندما يكون الحوار للمدفع بدلا من طاولة المفاوضات. فذلك لا شك تلبيس العقل وضياع الفكر واختلاط الامر.
هذه الحالات التي عددتها ماهي الا أمثلة قليلة من حالات عديدة يضيع فيها العقل ويلتبس فيها الحق بالباطل ويصبح الخصم هو الحكم والجلاد . حتى أصبحت هذه الظاهر الرديئة مشهداً مألوفا نشاهده على شاشات التلفاز في أقطاب العلم العربي بل الاسلامي ، مصحوباً بالفقر والجهل والتجمد الفكري. يقول الكاتب الكبير فرج فودة كلاماً استشرافياً يصدق على كل من اختلطت عليه الامر وفقد عقله وبصيرته وسلمه لقيادات وأفراد لا يعرفون معنى الحياة ولا العمل الصالح بإعمار الارض وتشيد المراكز العلمية وغير ذلك والعمل التجاري هو ابتغاء لفضل الله . حيث حذّر الفودة رحمه الله حمقى الصبية وآثام الكبار الذين فقدوا عقولهم ، بأنهم حاولوا في الاربعينيات وكان مصيرهم الفشل والخسران ثم عاودوا الكرة في منتصف الخمسينيات و الستينيات فكانت المشانق لهم بالمرصاد ثم عاودوا الكرت في التسعينيات عندما قتلوا الشهيد السادات يرحمه الله فكان الْخِزْي والقتل جزاءً طباقاً من نفس العمل وأخيراً في أيامنا هذه سوف لن يكون لهم غير الْخِزْي والعار . وكيف يعي ويفهم ويدرك من أختلط عقله حتى أصبح يرى القبيح حسناً .
ما قاله الفودة رحمه الله يصدق على كل المتنطعين او الخارجين عن العقل والمنطق في جميع انحاء العالم الإسلامي بل والعالم أجمع ولكن هؤلاء لا يعتبرون ولا يتفكرون قال تعالى ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ ) . فهم مفسدون في الأرض ولكن لايفقهون.
عندما يختلط على الإنسان يصبح لا يميز بين الأمور ، ويُزين له عمله ويرى أن العقل مفسدة ، وأنه على صواب وحق والعالم على خطأ وضلال . فقد قال له الآخرين ذلك فأصبح أسير اقوالهم وقياساتهم الفاسدة وتفاسيرهم المضللة . يحاربون كل من خالفهم ويستخدمون كل الأسلحة المادية والمعنوية ليخرسوا الكلمة ويطفؤا نور العقل . لانهم لا عقل لهم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *