[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]احمد حامد المساعد[/COLOR][/ALIGN]

بالأمس القريب حمدنا للشيخ يوسف القرضاوي اكتشافه المتأخر لنيات الفرس تجاه المسلمين ولم يطل بنا الوقت حتى فجر فضيلته قنبلة من العيار الثقيل هدفها الدفاع عن الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي امضى في الحكم عاما كاملا قضاه في اتخاذ مجموعة من القرارات المربكة التي رفضها الشعب المصري ومن بينها محاولته جعل مصر العربية مرتعا لغلاة الفرس عندما فتح الباب على مصراعيه للحجاج الايرانيين كي يلجوا ارض الكنانة وقلب العروبة، بهدف كلنا يعرفه والشيخ القرضاوي في مقدمة العارفين به وفي ذلك سقطة ما كنا نود ان يقع فيها فضيلته خاصة وانه لا يقبل الحقائق التي تثبت ان ما حدث لا يمكن ان يكون بحال انقلابا عسكريا كما يريد هو ومناصرو الرئيس المعزول بدليل ان الجيش قد انذر مرسي عند احتدام الخلاف بينه ورهطه من جهة وبين الرافضين لطريقته في الحكم من جهة اخرى بأنه سيقف مع مصالح مصر العليا ثم ان الانقلابات العسكرية التي تعد صنعة عربية بامتياز والتي لم تجلب الا الحراب والدمار من ليبيا الى سوريا ومن العراق الى السودان ومن لبنان الى اليمن لا تنطبق على ما حدث في مصر لان الجيش هناك لم يستول على السلطة، كما كان الانقلابيون يفعلونه منذ بث بيان رقم واحد، بقدر ما صحح المسار بعد ما تأكد له ان الاخوان يمضون بمصر الى المجهول الخطير ، ثم متى كان التهديد الذي اطلقه العريان والبلتاجي وعاكف وبديع الذين هم رؤوس الاخوان متفقا مع الرؤية الدينية التي تحافظ على ارواح وممتلكات اليهود والنصارى والبوذيين والتي هي من باب اولى تحافظ على ارواح وممتلكات المصريين ابناء البلد الواحد من المسلمين وغيرهم فهل كانت تلك الاقوال المزمجرة من الحكمة في شيء بل هل من المنطق ان يقول مرشد الاخوان ان هدم الكعبة حجرا حجرا اهون عند الله من عزل الرئيس مرسي وما موقف القرضاوي من ذلك الهراء؟!
وهل فكر الشيخ القرضاوي في مغزى توافد مسؤولي الدولة الغربية ومحاولتهم الوقوف الى جانب الاخوان ولو من طرف خفي، والذي لا يختلف عاقلان على ان ما فعلوه لم يكن لوجه الله؟!وهل رأى الشيخ القرضاوي وسمع ما رأيناه وسمعناه من عبارات المعتصمين في ميدان رابعة العدوية، ومنها قول بعضهم : \”سنمحوهم من على وش الدنيا\” وهل يعتبره فضيلته من الاقوال الحكيمة ام انه كلام لا يقره دين ولا عرف ولا مروءة؟!
واذا كان الشيخ القرضاوي قد وقع في ما وقع فيه من مجانبة للصواب فيمن نثق يا ترى؟ اليس المثل الدارج القائل : \”أين عاقلكم يا بني مرة فقيل للسائل هو ذلك المقيد\”.. ينطبق بحق الشيخ القرضاوي؟!
لقد كنا ننتظر من الشيخ القرضاوي ان يهرع الى بلاده مصر على وجه السرعة ويتجه الى الجامع الازهر كي يبحث عن حل منطقي يخرج مصرا من محنتها من خلال تقريب وجهات النظر قبل ان يتدخل الحيش فذلك هو افضل من التحزب مع طائفة لا تحسن ممارسة الحكم وليس لها تجربة فيه، حيث اثبتت ممارسة الاخوان المعية الرئيس عبدالناصر عندما اتخذ قرار تحجيم جماعة الاخوان المسلمين في خمسينيات القرن الماضي!!
يا شيخنا العزيز، إن دهاليز السياسة اعمق من ان تحوض فيها، لان لها اساليب وخططا لا يفهمها إلا الراسخون في علمها.. فهلا نأيت بذلك عنها؟! إنك ان فعلت فسيحمد لك الناس ذلك.. والله المستعان!!

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *