[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]مازن حماد[/COLOR][/ALIGN]

القدس تسرق على رؤوس الأشهاد، ولا أحد يتحرك لوقف هذه السرقة، لا العالم العربي، ولا إدارة باراك أوباما، ولا أحد في هذا العالم. لا نكشف سراً عندما نؤكد أن القدس تسرق، فاغتصاب الأرض في الضفة الغربية وخاصة في المدينة المقدسة وحولها عملية مستمرة منذ استيلاء إسرائيل على تلك الأراضي في حرب عام «1967»، لكن التقارير التي تفضح نهب أراضي الفلسطينيين لا تتوقف عن الصدور، وكان آخرها تقريرا سريا أعده الاتحاد الأوروبي ونشرته صحيفة «الغارديان» اللندنية في عددها الصادر أمس.
يدق التقرير نواقيس الخطر مثلما دقتها من قبل تقارير أخرى، ولكن لا حياة لمن تنادي، فالسرقة تستمر والعالم يتفرج. يقول التقرير بمنتهى الصراحة والوضوح إن إسرائيل تستخدم التوسع الاستيطاني وتدمير المنازل والسياسات الاسكانية التمييزية ضد العرب وإغلاق المؤسسات الفلسطينية وجدار العزل، كوسائل للضم غير الشرعي والقسري والسريع للقدس الشرقية.
ويضيف التقرير الأوروبي الصادر في «15» ديسمبر الماضي أن الدولة العبرية سرعت خطط الضم في القدس الشرقية وتعمل على تقويض مصداقية السلطة الفلسطينية وإضعاف الدعم الدولي لمفاوضات السلام.
وتذهب تلك الوثيقة المهمة إلى القول إن إسرائيل تخلق حقائق جديدة على الأرض بما في ذلك بناء المستوطنات بهدف زيادة الوجود الإسرائيلي في القدس الشرقية، وإضعاف الوجود الفلسطيني في المدينة وتعطيل التنمية الفلسطينية وفصل الجزء الشرقي من المدينة عن بقية الضفة الغربية.
ورغم أن «34%» من سكان القدس هم فلسطينيون، فإن إسرائيل تنفق من ميزانية البلدية على العرب حوالي «5%» فقط مما يترك الجزء الشرقي في فقر وعوز وبنى تحتية ضعيفة. كما تصدر إسرائيل أقل من «200» إذن بناء للفلسطينيين كل سنة، مما يجعل «12%» فقط من مساحة القدس متوفرة للاستخدام الإسكاني الفلسطيني.
ونتيجة لذلك يتم بناء الكثير من المنازل الفلسطينية دون إذن فتلجأ إسرائيل إلى هدمها، حيث هدمت «400» منزل منذ عام «2004» فيما صدرت الأوامر بهدم ألف منزل آخر. ومنذ مؤتمر أنابوليس في أواخر عام «2007» شيدت إسرائيل «5500» وحدة إسكانية. ويقيم في الضفة الغربية حاليا «470» ألف مستوطن منهم «190» ألفا في القدس الشرقية.وقد أبدى التقرير قلق الاتحاد الأوروبي من البناء اليهودي في البلدة القديمة من القدس، حيث أعلن عن خطط لتشييد مستوطنة في الحي الإسلامي من المدينة عدا توسيع بلدة سلوان المحاذية لأسوار القدس.وتهدف كل هذه السرقات والتعديات على القرارات الدولية إلى خلق تواصل جغرافي يربط القدس الشرقية بمستوطنات القدس والبلدة القديمة وذلك بغية قطع الجزء الشرقي من المدينة والكتلة الاستيطانية عن الضفة الغربية.
الكلام الوارد يبدو مكررا، فالسرقة مستمرة منذ ستين عاما بموازاة صمت دولي مريب وعجز عربي أشد ريبة وغرابة.

الوطن القطرية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *