على ( المحاني ) وحسام .. نعقد الامآل ؟!
جامعة كوينزلاند بمدينة برزين الاسترالية تكرم مبتعثاً سعودياً لإنجازاته في مشاريع بحثية ابتكارية لحماية الانسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية ونال على أثرها جائزة رولكس العالمية للمشاريع الطموحة لعام 2014.
رفعت لوحات الاعلانات المحيطة بالجامعة بصورته تحت عنوان ” حسام يصنع التغيير “بمثل “حسام بن مأمون زواوي” نفتخر، واقرانه المبتعثين والجادين نحو رفعة الوطن وتسجيل منجزاته “حسام” مبتعث من قبل مستشفى الحرس الوطني في الرياض لنيل درجة الدكتوراه، وهو يعمل حالياً باحثا في مركز كونيزلاند للأبحاث السريرية في مجال البكتيريا الخارقة، وانا على ثقة ان مثل حسام موجود بيننا سواء مع المبتعثين او الموجودين في جامعاتنا المحلية، ولكن ما مدى صدقية وجدية الاستفادة منهم، الدكتورة حياة سندي تجري تجاربها العلمية الصرفة خارج اسوار الوطن كما فهمت، ونحن لن نكرر معالي الدكتور عبدالله الربيعة ونجاحاته مع فريقه العلمي والطبي في فصل التوأم، اذن نحن بحاجة الى رؤية وطنية لتعظيم الافادة من المتميزين وتسخير علمهم لمصلحة الوطن ليس بالهبات وحدها واستقبال المحتاجين من مختلف بقاع الارض، وانما بمراكز الابحاث المتخصصة، قرات اخيرا ارتفاعا نسبيا في دعم الابحاث بما يوازي نحو ثلاثة في المئة عن المعدل السابق، ولكن هل يكفي؟
سبيل المثال نحن اكبر دولة مصدرة للنفط ولكن لا نعلم كم تقنية علمية مؤثرة نملك وتساهم في تعزيز موقعنا العالمي باتجاه المصدر الوحيد الذي يمدنا بالدخل، كم عدد المهندسين المتميزين في مجال صناعة النفط، وما هي اسهاماتهم العلمية؟ الى أي مدى تسهم ارامكو الشركة العملاقة في تأسيس صناعة راسخة بالتقنيات الحديثة المتقدمة؟ كيف نخفض تكاليف الانتاج تقنيا، مهنيا، عمليا خصوصا ونحن مقبلين على مرحلة حرجة في صناعة النفط عالميا؟ كيف نؤثر؟ وكيف سنتأثر؟ المعلومات بلا هوادة من كل حدب وصوب تتسرب الى القانع والمقتر والبائس الفقير، وبعضهم للأسف ينساق وراءها خصوصا بعد التعليقات التي رافقت تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) الاخير الذي اشار صراحة الى تاثير النفط الصخري على ايرادات الموازنة العامة للدولة؟ وثم ظهرت شائعات الضرائب، وحقيقة تنامي الدين العام، واحتمالات خسارة الاحتياطيات التي تكونت في الاعوام الاخيرة؟.
وما ينطبق على النفط ينسحب على التمور نخسر سنويا اراض زراعية في بيشة خسرنا اربعة ملايين نخلة بسب ندرة المياه، وعدم قدرتنا على التعاطي مع الموقف! وفي المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام، والاحساء فقدنا اصناف وانواع من التمور قبلها لنفس السبب؟! ومناطق اخرى تكاد الامور ان تفقد اتزانها بسبب غياب مراكز الابحاث والمشاريع الحيوية .. كل تلك قضايا تحتاج الى بعض الشفافية وان كانت “بعض الحقيقة لا تكفي” على ما ذهب اليه استاذنا الدكتور هاشم عبد هاشم ولكن على الاقل تؤمن بعض الاستقرار النفسي للمواطن الذي يثق في قدرة ابناءه على تجاوز الصعاب، وهو قادر على التفاعل المسؤول ان شارك في الراي والمشورة.
سلام الى قرية “المحاني” واهلها .. اعادت لي الأمل في وجود سلة غذاء وطنية ..
التصنيف: