على الدرب ..وما الحل لتمكين السعوديين

• مصطفى محمد كتوعة

على مدى الخطط التنموية حظي القطاع الخاص بالاهتمام والتشجيع من الدولة من منطلق رؤيتها له كشريك اساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي هو الشريك الأهم
والاساسي في التنمية البشرية وتوظيف ابناء الوطن، وهذا أمر طبيعي في كل الدول ، حيث حصل قطاعنا الأهلي المزايا والتسهيلات غير العادية حتى أصبح قاطرة الاقتصاد الوطني، ومع ذلك لم يعط للوطن حقه في أن يكون هذا القطاع الوعاء الطبيعي لاستيعاب
أبنائه، وظل لسنوات طويلة يتذرع بشعارات فارغة لاتستند لمنطلق كنقص الخبرة والرواتب، وكثير من مؤسساته أظهرت من الشعارات الوطنية غير ما تظهره من صدود وعزوف عن توظيف السعوديين وصقلهم بالخبرة ومنحهم الثقة والمسؤولية .
إذن والحالة هكذا كيف نعالج البطالة، وكيف يتمكن أبناؤنا وبناتنا من تشرب الخبرة وهم على الهامش ولايتجاوز دورهم في كثير من الشركات خاصة الكبرى حدود المكاتب التي يجلسون عليها، وكأن المشكلة في توظيفهم فقط، وكأن هدف الدولة هو أن يتوظف
المواطن ويحصل على مرتبه فقط، وهذا غير صحيح، إنما الهدف الأساسي هو تأكيد دور المواطن في التنمية بشكل حقيقي من خلال الخبرة وتحمل المسؤولية من جيل الى جيل، وبدون ذلك فإننا نضحك على أنفسنا يا قطاعنا الخاص أما المصلحة الذاتية التي تفرغ التنمية الحقيقية من مضمونها .
لقد عانى عدد من أبنائي من هذه المشكلة عندما تم توظيفهم بصعوبة، ثم ظهرت المشكلة الحقيقية بعدها عندما شعروا بالتهميش المتعمد في عملهم من جانب عناصر وافدة منحها
أصحاب الشركات صلاحيات فمارسوها أولا ضد أبناءالوطن لحساب أبناء جلدتهم، ورأينا نماذج حقيقية كثيرا ما اشتكى منها شبابنا ولا حول ولا قوة إلا بالله .واستشرت الظاهرة حتى ظننا ان هذا التهميش أصبح مقبولا كأمر واقع وعلينا ان نتكيف معه أمام غياب الحسم، حتى أعاده حبيبنا الأستاذ ناصر الشهري مدير تحرير العزيزة \” البلاد \”
بقلمه الجريء ورأيه الصائب كما عهدناه دائما . ففي عدد السبت الثاني من رجب الحالي طرح الأستاذ ناصر الشهري لقضية وأعادها الى دائرة الضوء في زاويته المميزة \” من أوراق الصباح \” بعنوان \” التخلص من السعوديين !!\”وكشف عن حالات تهميش الكفاءات الوطنية، وحقا وضع اصبعه على الجرح ليقول للمسؤولين والقطاع الخاص : ما هذا الذي يحدث، وأين أنتم من القضية الأهم وهي حق المواطنين السعوديين في الخبرة والمسؤولية
ليخدموا وطنهم \” وليس ليكونوا رقما محققا للسعودة أو عليهم مغادرة المكان \” .
إنني اتفق مع كل ما قاله العزيز أبو نواف وأقول له \” صح لسانك \”
وأصاب قلمك فيما قلت ورويت من حقائق مؤلمة عما يحدث في القطاع الأهلي، وقد نبهتم لظاهرة جديدة ستعيدنا من جديد الى سلبيات صاحبت الطفرة الأولى بفتح باب الاستقدام على مصراعيه بدعوى انجاز المشاريع الجديدة وهي في الحقيقة فرصة وجدتها بعض الشركات الكبرى خاصة بدعوى انجاز المشاريع الجديدة، وهي في الحقيقة فرصة وجدها بعض شركات المقاولات والانشاءات لايجاد مخرج لها من التزاماتها تجاه السعودة وتحقيق اعلى الارباح في زمن معلوم نقبض منها الملايين والمليارات ثم تتخلص من عمالتها
المستقدمة ودون التزام تجاه ابناء الوطن وكفاءات من الشباب الذي تسلح بالتعلم وهو تواق للخبرة وقادر على المسؤولية .
لقد بدأ الاستاذ ناصر الشهري ورقته في ذلك الصباح بزبدة القول وخلاصة القضية بأن \” القطاع الخاص استطاع أخيرا ان يفرض رغبته في الحد من توظيف السعوديين في مجال المشاريع القائمة التي تم التعاقد عليها مع الدولة لبنائها، وذلك بحصوله على فتح باب التأشيرات لاستقدام العمالة الاجنبية \” وهذه العودة لفتح التأشيرات مهما كان لها من ضوابط ستضعنا امام نتيجة مستقبلية هي اننا بنينا مشاريع عملاقة وانجازات حضارية من اجلنا ومن اجل ابنائنا ولكن ماذا اضافت هذه الفرصة من التنمية في علاج البطالة واتاحة الخبرة لشبابنا في مواقع العمل؟ فاذا كانت المحصلة ضعيفة، فاننا كسبنا مشاريع كبيرة وخسرنا اهدافا اكبر تعد الاساس في التنمية الا وهي بناء الوطن بعد ان استثمرت الدولة
وفقها الله مئات المليارات في تعليمه .
ومن حق هؤلاء الشباب والكوادر السعودية ان تتولى المسؤولية في مواقع القرار بالقطاع الخاص ولن تكون عبئاً على شركاتنا ومؤسساتنا وانما خير ونماء لها وللمواطن وللاقتصاد الوطني وسيكونوا في قلب المسؤولية الوطنية تجاه تحقيق السعودة بدلا من تركها لوافدين يضعون العصى في دولاب هذا الهدف الوطني الاهم وكما قال العزيز ناصر الشهري ان اهل الوطن اولى بخيراته، فكيف نجعل ذلك حقيقة يا قطاعنا الخاص؟
حكمة : الأعمال بخواتيمها
للتواصل ٠٢٦٩٣٠٩٧٣

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *