علمني كيف أتعلم؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جمعان الكرت[/COLOR][/ALIGN]
أن معطيات الحياة التي يشهدها العالم, وما نجم عنها من تسارع وتنام في جميع المجالات خصوصاً في مجال التكنولوجيا تدعو رجال التربية والتعليم ضرورة التطوير بما يتواءم مع المرحلة الحضارية ليس فقط في أساليب وإجراءات التعليم والتعلم, بل في الإستراتجيات التعليمية العليا، فلم يعد دور المدرسة التلقين, وحشو الأذهان بالمعلومات, فالمعرفة أصبحت متوفرة على رصيف الانترنت، الطالب- في كثير من الأحيان- يسبق معلمه في الوصول إليها بمعنى أكثر وضوحاً . المقرر الدراسي لم يعد قادراً على مسايرة هذه الهجمة المعلوماتية لأنه يعاني من الركود ، وفي الوقت الذي تغزونا المعلومات والمعارف من كل الاتجاهات ..
وبما أن المقرر الدراسي غير قادر على مواكبة هذا التنامي الكبير في الجوانب المعرفية ، فإن آلية التدريس التي تتكئ على التلقين لم تعد تتناسب والظروف الحياتية المتسارعة ، هنا يأتي دور المعلم الطليعي, المعلم النابه, في استيعاب مستجدات الحياة وانتقاء طرائق التدريس التي تُفعل دور الطالب, وتنمي تفكيره, ليصبح محوراً حقيقياً في العملية التربوية والتعليمية ، ومحافظة المعلم على دوره, موجها ، منشطا ، محفزا ، مهيئا بيئة صفية آمنة، موظفاً خبرات الطلاب السابقة ، مسانداً الطلاب ليتعلموا ذاتياً ، مشاركاً في حل المشكلات, قادراً على التفكير التأملي والناقد ، باحثاً بطريقته الخاصة عن مصادر المعرفة ، متفاعلاً وإيجابياً مع زملائه .
ولا يتأتى للطالب لأن يقوم بهذا الدور دون وجود معلم نابه, يمتلك كفايات عالية, متمكنا من تطبيق استراتجيات التدريس بشكل صحيح, محققاً الأهداف التربوية والتعليمية لكل مرحلة دراسية، هنا يُستحسن على وزارة التربية والتعليم, أن تستنهض قواها وتستحث قدراتها وطاقاتها من أجل تحقيق تعليم وتعلم أفضل ، فالمعايير العالمية لم تقتصر فقط الوصول إلى المعرفة ، إذ أصبح سهلاً هذا الأمر وميسوراً لوجود خدمة الانترنت ، الجانب الأهم هو القدرة على تفسير المعرفة وتوليدها وتوظيفها واستثمارها وامتلاكها .
هل نتمكن – في قادم الأيام- من امتلاك المعرفة ؟
سؤال جارح وإجابته حتما ستكون متشظية .لأننا حين نصل إلى هذه المرحلة سنكون قادرين على حل المشكلات ومن بينها مشكلة الاستهلاك الجائرة لكل شيء بدءا بالإبرة وصولا للطائرة,نحتاج التغلغل في صندوق العمليات وفك رموزه لأن المدخلات والمخرجات حق مشاع للجميع, أما الصندوق الأسود فالولوج إليه بوضعنا الراهن وبأساليبنا التعليمية الحالية صعب صعب للغاية, وربما نستغرق وقتا طويلا, خصوصا وأن الفجوة بين الدول المتقدمة والدولة النامية تزداد يوما بعد يوم .
التصنيف: