قرأت لأحد الصحفيين يطالب بتنقيح الموروث كي لا يستخدمه التكفيريون المولعون بالحرق والذبح وتدمير الآثار لتشويه صورة الإسلام.
فأجبته بلطف، سيدي الكاتب؛ ما أن تفرغ من كتابة مقالك وطرح سؤالك.. حتي تجد دماءك متنازع عليها بين قبائل التكفير تقرباً الى الله بثنايا عنقك.. فقد انكرت (عندهم) ما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وقد يقول أمثلهم طريقة (لست بكافر! وانما كلامك كفريات توجب الإستتابة حتي ترجع عن هرطقتك يا علمان بن ليبرال الناصبي.. وهذا الحكم ( ليس من عندنا) انما هو شرع الله! وسيأتوك بمائة دليل من الموروث على كفرك وعدم قبول توبتك لو زودتها معهم.
فسؤالك عن إمكانية تنقيح الموروث سيُقابل بهجوم غوغائي يكشف عجزهم عن (المواجهة الفكرية) نتيجة غياب (المقدرة على إدارة حوار) ناهيك عن إدارة دولة كما يطمحون! لأن العصبية في إدارة الحوار وسرعة التكفير تخفي دائماً ضعف الحجة وضآلة الفكر المهووس بتجريم المجتمعات وتبديعها.
ولعلك تذكر كيف اجمع بعض المتشددين على تحريم تعليم البنات ضد تنوير الملك عبدالعزيز.. وتحريم تأمين السيارات وتكسير الدشات ضد حداثة الملك فهد.. ومهاجمة برنامج الإبتعاث ونعته بالتغريب وتأليب الناس ضد سياسة الملك عبدالله الثقافية.. ومشغولون حالياً بتأليب الناس على مهرجان الجنادرية ومعرض للكتاب.
نوابغ في التحريم وتشويه معتقدات الشباب الذين غرر بهم قوم آخرون فأقحموهم في حروب تكفيرية يقودها مبلسون في كل واد يهيمون.. ولكل حرب سباقون! منتهى سعادتهم (تفريق العباد وإحراق البلاد) التي لفظتهم بعد أن فشلوا في الإندماج مع المجتمع نتيجة عزلة فكرية مردوا عليها جعلتهم مشبعين بغرائز الإنتقام.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *