عقيدة الحرب الإسرائيلية الاستباقية

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد الحميد الشطلي [/COLOR][/ALIGN]

لا شك أن ( إسرائيل ) إحدى الدول الإقليمية القوية في الشرق الأوسط ، و أنها مسلحة حتى أسنانها، و أن بعضاً منها نووي، وقد أجادت في صراعها الطويل مع الفلسطينيين و العرب أنماطاً مختلفة من الحروب، و ربما أهمها ما سمي الحرب المسبقة و هي ترمي لإجهاض الخصم و تدميره قبل امتلاكه القدرة على مهاجمتها. و أريك ( شارون ) كما كان يسمى بالجيش، كان من آباء، و أصحاب نظرية الإجهاض لمكامن الخطر المحتمل، المتوقع، أو الداهم، ومنذ كان ضابطاً صغيراً للعمليات في الوحدة (101) و التي عملت خلف الحدود العربية بالإغارة و الهجوم، أو الإجهاض كأفعال أو ردود أفعال على عمليات نفذتها وحدات الفدائيين الفلسطينيين أو كعمليات ضد بعض المجموعات التي مارست نشاطاً ضد ( إسرائيل ).
سجل( إسرائيل ) بعمليات الحرب المسبقة، أو العمليات الخاطفة، أو حروب الضلال مع الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً حافل بمعنى ( إسرائيل ) تقدم نفسها لنفسها، وأمام الرأي العام الإقليمي والدولي بأنها تملك ذراعاً عسكرية طويلة تصل لأية أهداف قد تشكل خطراً محتملاً، متوقعاً أو داهماً يستهدفها، لذلك تنشط في المراقبة والتجسس والرصد لأية تحولات اقتصادية، سياسية ، علمية أو عسكرية في كل البلدان العربية خاصة منها بلدان الطوق لاتخاذ الخطوات المناسبة ضدها إذا توافرت مؤشرات آجلة، أو عاجلة بأنها تؤثر على أمنها.
نعم إنها عقيدة الحرب الاستباقية بإفقاد الخصوم فرص إمكانيات المبادرة بالهجوم،أو الإغارة عليها ، أو توفير و مراكمة عوامل ، أو مقومات قوة تحدث إخلالاً في موازين الصراع معها .
إن إسرائيل ( بعقيدة العدوان تلك ) تذهب إلى إقناع دول الإقليم خاصة منها دول الطوق بهذا القدر، أو ذاك، إنها قوة لا ترد و لا تهزم، قد تنحني ولكنها لا تقع لأنها تملك جيشاً لا يقهر، قيل عنه ( إنه الرابع في العالم ) و ربما عقدة التفوق،و عنجهية و سطوة القوة الباطشة، قد دأبت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية و دوائرها الخاصة بالحرب النفسية زرعها عميقاً في عقول الجنود الصهاينة، و هي لا تفعل هذا عبثاً ، و ادعاء ليس إلا ( لأن المحزن و المؤلم في ذات الوقت ) إنها حققت بعضاً من النجاحات في معاركها ، أو عملياتها المباشرة أو غير المباشرة، أو في معارك الاستخبارات و حروب الأشباح، و ربما هذا ما دفع ( موفاز ) ليطلق مقولته الشهيرة عن كي الوعي العربي ، لكي يصل لقناعة عدم القدرة على إزالة ( إسرائيل ) و هنا تكمن عقدة سيكولوجيا الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين و العرب و التي ينبغي الاستمرار بتأكيدها لكي تترسخ عميقاً في الوعي الجمعي للعرب حسب منطوق نظريات الحرب النفسية الإسرائيلية.
من هنا بين الحين و الآخر، تبادر ( إسرائيل ) بعمليات نوعية هجومية لإعادة سطوة الفهم لمن نسي ، أو تناسى جبروت القوة الإسرائيلية حتى لو كانت بعض تلك العمليات ( فلاشات تلفزيونية ) كعملية اغتيال المبحوح في دبي .
عموماً العرب قادرون على رد الصاع صاعين و دفع إسرائيل لإعادة حساباتها وكسر نزعة العسكرية فيها ، لو أداروا حرباً نفسية ببراعة استناداً لنتائج عسكرية حاسمة في المواجهات معها .إن تعقد معادلات ومركبات الصراع في المنطقة وظهور قوى إقليمية كبرى ناهضة فيها وهوس ( إسرائيل ) من حرب غير تقليدية، قد تحدث في الخمس و العشرين سنة القادمة معها ، دفع نتنياهو لاستحضار نظريات الحروب الخاطفة ، والاستباقية لتسعير أجواء الحروب ، ومناخات المواجهة . من المهم القول ، أننا نملك قدرة الرد و قوة الردع و لكن …؟! لا نملك قرار الرد وقرار الردع في مواجهة العربدة الإسرائيلية، و حينما يحدث ذلك، نتجاوز تراجيدية الفهم ، و درامية المعنى مع المحتلين و الغزاة للأراضي العربية و في القلب منها فلسطين .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *