[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

أيها العقل العربي.. نحن الآن في المرحلة الحرجة من مراحل التشكيل.. زيادة في الماء.. أو زيادة في الطين.. تعني الكارثة.. وتعني الفقدان.. فلم يبق سوى سنوات لليوم الموعود.. وهو الوقت المتوقع للبدء في عمليات الطرد، والتعويض، ومواجهة تحديات الشطب والانتقاء!!.
ـ في عام الفين وأربعة.. سوف تدخل الأمم المعاصرة إلى صالة الامتحان للحصول على مؤهلات الحياة.. ومسوغات البقاء.. ولا شك في أنك ستدخل هذه الصالة يا عقلنا المحترم مرغما لتؤدي الامتحان عن الأمة العربية كلها من الماء الى الماء.
ـ لا تخف يا عزيزي.. سوف تدخل معك عقول الأمم الأخرى وستحاول أن تستفزك.. وتستخف بك وتهزأ منك.. وتعيّرك بالرمل والجمل والجاهلية.. لكي تحطمك.. وتزرع في أعماقك اليأس والاحباط.
ـ ستدخل هذه العقول بكل صلف وكبرياء لتقدم كل ما لديها من عروض الحضارة والقوة.. والضغط، وألعاب السحر والشعوذة ابتداءً من فن التجسس وانتهاء بالاسلحة المدمرة والاحتياج، وهناك سوف تجد نفسك في وضع صعب جداً.
ـ لذلك أرجو أن تفيق من هذا الإغماء المزمن وتنظر حولك.. فأنت لست فقيراً.. ولا ضعيفاً.. ولكنك مأزوم ومتأزم فقط.
حاول قبل كل شيء أن تتصدى للاتهامات الأولى فتقول للعقول الأخرى إنك قادر على الابداع هذا العام وكل عام.. وإلى نهاية العالم!!.
ـ قل لهم إنك أبدعت اللغة الجميلة، والفكر العظيم بل والشعر الجميل، وأبدعت المعاني الأصيلة للكرم والوفاء.. والمروءة.. والحدس والفراسة وحب الغير.
ـ وعندما جاء الاسلام أبدع في صياغة الإنسان خلقاً وسلوكاً وتسامحاً وعلماً، الى آخر هذه المنظومة الإنسانية الرائعة.
ـ عقلنا ـ ذلك العظيم الذي كان ـ ماذا ينقصك لتتقدم الفصول الأولى.. لا شيء فلك نصف الأرض.. ولك القوة البشرية، ولك الموارد والثروات، ولك الإيمان والحماس.. ,الثقافة العريضة!!.
ـ انفتح.. فكر.. أعمل.. فالعقل الذي لا يعمل هو (كالبرشوت) أو كمظلة لا تنفتح في الوقت المناسب فتحدث الفاجعة.. لا سمح الله.
ـ عزيزي العقل العربي.. أين أنت.. استيقظ.. حذار أن تنسى فتح المظلة.. حذار من الكارثة.. ان أمتك في انتظارك دائماً.. كما كنت.
ـ في عصورك الزاهية.. عندما قدمت معارفك للبشرية من خلال ابن رشد وابن سيناء.. وغيرهم، وصلت الى سور الصين وغرب العالم بجيوش الفتوحات محملة بالرفق والمحبة والدعوة إلى الخير كله وإلى السعادة الدائمة في الدارين.
ـ إن الجميع في انتظارك.. فلا تتأخر كثيراً فما أحوجنا إليك اليوم.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *