عظمة الفراق فى لحظة وفاة أبى

نيفين عباس

إلى من كان له الفضل علىّ فى الحياة بعد الله ، إلى الرجل الذى تفتحت عيناىّ على الحياة بين يديه ، إلى روح غالية عانقت السماء وتركتنى وحيدة بدونها بعد أن وهبتنى الحب والوفاء والعطاء بلا حساب

رحلت يا أبى عن الدنيا ولكنك لم ترحل من قلبى ، يوماً بعد يوم أشتاق لضحكاتك وكلماتك كم أوجعنى فراقك يا صاحب القلب الحنون الذى كان يحتوى الجميع رحلت فى ليلة إنقطع بها الرجاء ، رحلت عن عالمنا ولم ترحل من عقولنا وقلوبنا ، فكيف أنساك وأنت لى الحياة لحظات فراقك من أقسى وأشد اللحظات التى فتكت بقلوبنا ولم تسعفنا أى كلمات من بعد رحيلك ولم يشعر بما فى داخلنا سوى من تجرع من نفس ذلك الكأس المُر ، إشتقت إليك كثيراً يا أبى فكم أجلس أبكى طويلاً على رحيلك وأتذكر اللحظات الحلوة التى كنت تحنوا علىّ بها بعطف وحنان الأب الكريم المعطاء الذى أفنى حياته وعمره فى سبيل إسعادنا ، لا يوجد وصف يجسد حجم الألم الذى عانيته فى لحظة خروج روحك الطاهرة إلى بارئها كم تمنيت فى تلك اللحظة من يوم الجمعة أن يكون ملك الموت أتى لأخذ روحى أنا وليس أنت ولكن لا حيلة لى فى الأمر فهذا قضاء الله ولا إعتراض عليه ولكن يحزننى كثيراً غيابك يا أبى فمنذ وفاتك ولم يعد للسعادة معنى ولا للحياة لون ، يا من كنت الأمان لى من الخوف ، السعادة لى من الحزن ، الراحة لى من التعب ، إستودعتك الله يا من فراقه أوجعنى إختارك ربى لتنعم بالجنة فلا نزكيك على الله يا قطعة من القلب ، يا من ربانى فى الصغر ورعانى وكان لى الصديق فى الشباب يا من أُبتلى بالمرض الذى ألم ببطنك وعظامك وجسدك وتقبلته بنفسٍ راضية مؤمنة بقضاء الله ، لو كان بيدى يا أبى لتقاسمت معك الألم فكم بكيت على لحظات قاسية تمر عليك تتحمل فيها الأوجاع والألام ولا يوجد على وجه الأرض كلمة أستطيع شرح ما بداخلى بها ففقدانك يا أبى من أعظم مصائب الدنيا علىّ مهما كان حولى من بشر لن أنسى طيفك ولا اللحظات الأخيرة لك على قيد الحياة قبل أن تفارقنا فى لحظة كئيبة توقفت الحياة عنها وسأظل بقلبٍ مكسور منذ فراقك يا أبى وعين دامعة لا يريحها سوى لقائك ، فأسأل الله أن يجعل مرضك وألمك عن كل تلك الأيام فى ميزان حسناتك وأن يجعل لك نصيب من دعوات المئات من كل مكان الذين حزنوا لفراقك حزناً كبيراً وأن يجازيك خير الجزاء علىّ وعلى إخوتى ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة ويوسع مدخلك ويثبتك عند السؤال ويلهمنا وأمى صبراً كبيراً نتجاوز به الحزن العظيم الذى إستقر فى قلوبنا إلا مالا نهاية بعد رحيلك وهنيئاً لك يا قطعةٍ من قلبى على حسن خاتمتك فعن عبد الله بن عمرو ( رضي الله عنهما ) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما من مسلمٍ يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ” وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الشهداء خمسة: المطعون والمبطون والغرِق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله ) فهنيئاً لك يا أبى بحسن الخاتمة

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *