عضو مجلس شورى وأوراقه الاقتصادية
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بسام فتيني[/COLOR][/ALIGN]
تحت قبة الشورى,ومنذ نشأتها كانت ولا زالت تلك القبة تضم بين جنباتها أناساً اختارهم ولي الأمر ليكونوا صوتاً للمواطن وليمثلوه خير تمثيل وفي مختلف التخصصات والتفرعات,ولعل من حسن حظي أن يكون من ضمن أصدقائي على الفيس بوك الدكتور .عبد العزيز إسماعيل داغستاني وهو بالمناسبة اقتصادي بالفطرة (أو هكذا أظن) , صديقي المُفسبِك أهداني أحد إصداراته المكتوبة وكان بعنوان (أوراق اقتصادية) ورغم كُرهي الشديد لكلمة اقتصاد (لاسيما بعد نكسة الأسهم عام 2006م) إلا أنني تحمست لقراءة هذا الكتاب حتى أنهيته , وهو بالفعل اسم على مسمى فأوراقه الاقتصادية متعددة ومنطقية وتجعلني اشعر بالندم على عدم نشر ثقافة الاقتصاد المبسط للمواطن البسيط حتى يتدبر أمور حياته الاقتصادية بحكمة تعود بالإيجاب عليه وعلى حياته , قرأت في الكتاب اقتصاديات الأخلاق وكيف ربط الكاتب بين الرؤية الإسلامية ومعادلة الوقت والمال وأزمة الفكر الاقتصادي وكان واضحاً حين تحدث عن (الغباء الإداري) وفي إحدى الأوراق التي تناولها الكاتب كانت للمرأة حظوة أيضاً فجاءت ورقة (المرأة والاقتصاد) لتؤكد أن المرأة في الغالب تضعف في البناء الاقتصادي لأسباب اجتماعية بحتة وليست اقتصادية , أعجبني الكاتب حين تحدث عن الأرقام العشوائية فقال: ما يتبرع البعض به بسخاء مفرط من ذكر أرقام تقريبية جداً جداً تصل لحد العشوائية هو سوء استخدام واضح لهذه الأرقام لدعم الكلام ولا يقوم أصلاً على أسس علمية , وأنا هنا اتفق مع الكاتب تماماً ولعل أعداد البطالة مثلاً هي أكبر دليل ولا أدري كيف كنا سنعرف أعداد العاطلين بدقة لولا منحة المليك وإقرار نظام حافز من وزارة العمل !!
ثم توقفت طويلاً في إحدى ورقات الكاتب حين تحدث عن (الصانع المهمل) فقال: تناط مسؤولية الإدارة في حالات كثيرة وفي القطاع العام بشكل خاص لمن لا يستحقها ولا يمتلك مقومات علمية أو عملية تؤهله لتسلم المسؤولية عندئذ يكون الصانع مهملاً فيجتهد في البحث عن كبش فداء ويغرق الاقتصاد في وحل التخلف ويظل المسؤول محتفظاً بمنصبه الإداري ومكانته الاجتماعية وتلك والله قسمة ضيزى ! وهنا أقول للكاتب لله درك ,
ثم تكلم الكاتب عن حوكمة الشركات ورعاية الموهوبين ثم تحدث عن الأمير الوليد بن طلال وكيف أنه يدعم الدور القيادي للمرأة (وبالمناسبة الأمير الوليد كان أول من استعان بالكابتن هنادي هندي وهي أول سيدة سعودية تقود طائرة وليس سيارة !) ما علينا !!
ثم يثير انتباهنا الكاتب إلى نقطة مهمة جداً متسائلاً هل من وازع أو رادع؟ ويقصد بها الكاتب الهللات التي نستغني عنها طوعاً أو جبراً عند التسوق أحياناً كمن يشتري سلعة بقيمة 9.99 ريال سعودي لكن الكاشير يأخذ 10 ريالات كاملة !!
ثم اختتم الكاتب أوراقه بشذرات اقتصادية اترك متعتها لكم ولمن أحب القراءة.
بأمانة لم أذكر ما ذكرت إلا لاني اكتشفت بأننا بعيدون تماماً عن فهم الأساسيات الاقتصادية وبعد أن قرأت الكتاب عرفت كيف أن الدكتور عبدالعزيز وجد وقتاً ليمارس هوايته في جمع علب الكبريت من كل دول العالم وعبر التاريخ العمري له أمده الله بالصحة والعافية,ففي النهاية هو اقتصادي وعليه أن يشعل يوماً ما فتيل حماسنا لمعرفة ما يمكن به أن نسير عجلتنا الاقتصادية فشكراً للكاتب على هذا النشاط فهو لم يكتفِ بالكتب والمجلة الخاصة به بل نشاهده كل يوم اثنين على القناة الأولى السعودية ليجعل الرابعة عصراً هو موعد للوجبة الاقتصادية فلا تفوتوا الوجبات أيها القوم والسلام ختام .
التصنيف: