عصابات النفاق الاجتماعي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]
تسمع بندوات وأحياناً يصل الحال بأن تسمى مؤتمرات لجهة أو أخرى وقد تدعى لاحداها فتذهب لكي تشاهد عجب العجاب، الجلوس حسب المعرفة والوجاهة ولا يُعترف بمتعاون ترك مسؤولياته لكي يشارك بمعرفته بالمجان كمسؤولية اجتماشعية من خلال ورقة عمل أو بالمشاركة في النقاش إن سمح لك، لان من يدير النقاش يختار المتحدثين بناء على نفس المعايير ولذلك لا تفاجأ بأن تشاهد نفس المتحدثين يتكررون في كل مناسبة ولا مجال لمن ليس له علاقات تفوق كل الأولويات.
تقريباً نفس الشيء يحدث في الصوالين الأدبية والجمعات بمختلف أنواعها، فتجد أن المحسوبية هي سيدة الموقف، من تعرف ومدى شهرتك، راس مالك، هل صاحب علاقات متنوعة؟ ……الخ قد ينكر الكثيرون هذه الحقيقة وبالذات المثقفون لأنهم يفعلونها وهم لا يشعرون، فتجدهم يؤيدون، يعترضون، يتحزبون ويسكتون أو يمجدون الشخص بناء على نظام القياس السابق وتتكرر لديهم السوابق.
لا شك في أن هذا داء اجتماعي له آثار شديدة الضرر على الأجيال ويسوق أساليب تعامل تشجع على النفاق الاجتماعي بمختلف أقنعته ومبرراته الأمر الذي يجعل اللون الرمادي دائماً سيد الموقف لكي يتسلط فريق النفاق لتقديم من يشاءون من الفائزين والمسائرين وإقصاء المعارضين بمختلف الوسائل وبأسلوب ينافس بعض أساليب المافيا الصقلية.
مع الأسف كل هذا يمكن أن يصنف كنوع من دناءة السريرة والحسد المقيت للآخرين وبالذات للشباب أو غير المعروفين ولا توجد لديهم ملايين، لذلك لابد من أن يزداد عدد المقاومين لهذا التشرذم الاجتماعي الهدام وعدم مجاراة تلك الفئات المغرورة بجهالة وتحري الصدق مع معاملة الناس بإيجابية إنسانية وليس بمحسوبية لأنك قد تخدع نفسك بالمظهر والهالة وتكتشف لاحقاً أن الجماعة حالتهم حالة.
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا
التصنيف: