عربة بدون ترس «الخلف»

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]يوسف اليوسف [/COLOR][/ALIGN]

ما أجمل ما تصادفه هذه الأيام من قلوب صادقة وغيورة ذات همم عالية تعيش بنبض الجسد الواحد والشعب العربي بل الأمة العربية والإسلامية .. فقد قرأت في عدد سابق للمهندس عبد الله بن يحيي المعلمي تحت عموده الرائع (أفكار للحوار ) بجريدة الزميلة المدينة الغراء الصادر بتاريخ الاثنين 10 جمادى الآخرة والذي كان بعنوان (أنقذوا جنوب السودان!) .
أود أولا: تسجيل شكري لذلك الطرح الجيد والذي تناول كافة الاحتمالات التي يمكن أن تكون وراء الاستفتاء في جنوب السودان ولعل في عدم ترديد ما قاله صاحب ذلك القلم المتميز هو عدم الإثقال أو إثارة الهم والأوجاع أو الإطالة على القارئ بتكرار ما سبق أن بينه واستعرضه، لأن الأنظار والأفكار والقلوب تتجه في الأشهر المقبلة إلى نتائج الاستفتاء رغم أن كل ما يحدث حولنا في هذا لعالم هو الاتحاد وليس التفرقة والانفصال حتى في جانب العملات مما يعكس قول الشاعر 🙁 تأبى الرماح إذا اجتمعنا تكسراً …. وإذا افترقنا تكسرت آحادا) .
ثانياً:أود أن أطمئن القاريء الكريم أنني سبق أن سمعت الفريق سلفاكير في حديثه بعد أن خلف الراحل (جون قرنق) (أنه يقود عربة ليس فيها ترس للخلف) أي أنه لا يلتفت إلى الوراء وأن انطلاق عربته نحو الأمام والسلام وليس العودة للحرب والقتال .. كلام وتعبير من موقع رجل عاش ظروف ومآسي وويلات الحرب والاقتتال وما خلفَّته على الجانبين .. ربما لأن اتفاقية السلام تنص على جعل الوحدة هي الخيار الجاذب في المرحلة المقبلة والسلام .. وقد جدد الرجل حديثه هذا بأنه يعمل على خيار الوحدة من منطلق نصوص اتفاقية السلام ، والحقيقة أنه صادق فيما ذهب إليه ، وبهذا المنطلق فإنه لا يسعى لأن يكون جنوب السودان الدولة السادسة والخمسين في قارة أفريقيا .
أما عن زيارات بعض رؤساء الدول الأفريقية فمن وجهة نظري على الأقل ربما لكونه حدثاً كبيراً وهاماً وديمقراطياً فقد فاز في انتخابات ما عاش جنوب السودان مثلها ولم يسمع في هذا الجزء العزيز من السودان قبل اتفاقية السلام سوى الحرب والنار .. وخلفت ما خلفت من آثار ودمار،وبدأ يستعيد عافيته ومكانته بفضل الجهود المخلصة من أبناء وحكومة السودان ودعم الأشقاء والأصدقاء، فتحية للإخوة والأشقاء ولشعب السودان عامة ولشعب الجنوب خاصة الذي تتمازج فيه القيم والأعراف وتتعدد الأعراق وتلتقي طيبة وكرم وشهامة رغم اقتتال قلة من قبائله من وقت لآخر ..
عزيزي القاري: أرجو أن تشاركنا الدعاء لأن يجنب الله تعالى بلادنا وبلاد المسلمين الفرقة والشتات .. وأن نقود بقلوبنا عربات ودواليب حياتنا اليومية بدون ترس الخلف الذي يُجمّد الفرح ويُحجِّم الطموح ويُجدد الجراح والأحزان ويُقعد الهمم ، بل بترس يمضي بنا إلى الأمام ويحقق لنا ولأجيالنا السلام والوحدة إنه سميع مجيب .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *