عذبنى حتى عشقت الألم وتعذيب الأخرين
السادية نوع من أنواع المرض النفسى الذى يصيب الإنسان فيجعله يشعر بالنشوة والسعادة حينما يتفنن فى تعذيب غيره وإيقاع الضرر النفسى والبدنى عليه ، هناك العديد من الأمثلة عن الشخصية السادية فى مؤلفات الكُتاب مثل فيودور دوستويفسكى والذى كانت تغلب على كتاباته الطابع السادى المُنتقم وأيضاً ليوبولد مازوخ وألفريد هيتشكوك الذى طرح السادية فى روايته زوجة الشيطان تلك الرواية التى تحمل تفاصيل مفزعة وتتحدث عن شخص وصفه الكاتب بالشيطان من شدة قسوته ، هذا الشيطان كان نجل النائب العام فى الرواية لأنه كان خير من يجسد القسوته والساديه التى ضربت بالإنسانية عرض الحائط بعد أن عرض زوجته لجميع ألوان وأنواع التعذيب حتى فى شهر العسل أى الشهر الأول من زواجها البائس الذى إنتهى بها إلى أن أصبحت جثة هامدة بعد خروج إحدى طلقات البندقية التى حملها الزوج الشيطان السادى لتستقر فى جسد الزوجة الشابة ليكتب نهاية مأساة عاشتها الزوجة التى لم تعرف ما هو الشباب والصبا !
بعيداً عن المؤلفات وعلى أرض الواقع وجدنا بعض حالات السادية التى مارسها الأزواج على زوجاتهم حتى تحولت الزوجة من ضحية إلى جانية ، فى البداية تحملت الزوجة الأفعال السادية من زوجها حتى تحولت من شخصية طبيعية إلى شخصية مازوخية ثم إلى شخصية سادية والمازوخية هى الشخصية التى تتأقلم مع الألم وتتلذذ بتعذيب النفس ووقوع الضرر عليها ثم تطور الأمر وتحولت هذه الرغبة ضد الأخرين فنقلتها على كل من كان لها السلطة عليهم
الحالة التى أسردها اليوم حالة لإمرأة تزوجت بعد قصة حب وأنجبت طفلها الأول ثم الثانى وإلى هنا كانت تسير الحياة بشكلها الطبيعى النمطى ولكن تحولات الزوج المفاجئة فى الشخصية بدأت تجعل الزوجة تشعر بالقلق تجاهه فهى إعتقدت أن الأزمة المادية التى عصفت بهم جعلته يصب غضبه وعجزه عن الخروج من أزمته عليها ، فكان يضربها حتى يخرج الدم من جسدها ويغتصبها بعنف وقسوة بعد أن يقيدها فى الفراش حتى أصبحت الكدمات فى وجهها أكثر من مساحيق التجميل
ولكن لم تدرك الزوجة أن زوجها من الصغر تعرض للعنف الجسدى الذى جعله يخفى بداخله شخصية سادية مُنتقمة ترفض الأخرين وأن من أحبته وتزوجته ما هو إلى شخص يتلذذ بتعذيبها ورؤية أطفاله جائعين وعاجزين ولا يشعرون بالراحة والأمان فهو إعتاد منذ الصغر أن يُعنف ويُعتدى عليه ويتلاعب به مما شكل له هذا السلوك والشخصية العدوانية البشعة وجعله يعكسها على كل من حوله وليس على أسرته وحسب بل أيضاً كان يُخرجه على الحيوانات الضعيفة
فى مرحلةٍ ما من الوقت بعد مرور الزوجة برحلة تحمل الكثير من التعذيب والشقاء مع زوجها بدأت تعتاد الألم حتى أصبحت لم تشعر به لدرجة أوصلتها إلى أن تعشق التعذيب وتجرح نفسها بالألات الحادة إن لم يضربها زوجها وهنا تحولت من شخص طبيعى إلى شخصية تعانى من مرض المازوخية ثم بدأ الأمر يتطور إلى أن أصبحت شخصية سادية تقوم كل ليلة بضرب أطفالها والتلذذ بتعذيبهم بل وتدبير المكائد لعائلتها والإيقاع بينهم
إعتادت الكذب حتى تتسبب لكل من حولها بالأزمات وكانت عيناها لا تلمع فرحاً إلا حين تشاهد معاناة نفسية وجسدية تقع على أحدٍ ما من أفراد الأسرة أو الأصدقاء كما أنها أصبحت تتلذذ بتوجيه التوبيخ والإهانة بسبب وبدون سبب لكل من يقع تحت سيطرتها حتى تحط من قدرهم وتجعلهم ضعفاء ومكسورين أمامها
وقفت كثيراً أمام هذا الزوج وهذه الزوجة وأنا عاجزة عن تحديد من الجانى ومن المجنى عليه فالزوجة من كثرة التعذيب الذى تعرضت له تحولت من مجنى عليها إلى جانية والزوج من الأساس قبل أن يكون جانى فهو مجنى عليه ، فمن سيدفع ثمن هذه الأخطاء ؟! هل من تسبب بها من الأساس ؟؟ أم المجتمع كله سيدفع الثمن !!
التصنيف: