[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]وليد الزيدي[/COLOR][/ALIGN]

من بين الأمور، التي أثارها الرئيس الاميركي باراك اوباما، منذ وصوله البيت الابيض، هي قضية الصور التي يمتلكها الاميركيون، والتي تتحدث ببعض التفاصيل عن جرائمهم في معتقل ابو غريب ومئات المعتقلات الأخرى في العراق، الا ان ما حصل، هو اثارة الزوبعة، ثم الابتعاد عنها، والتنصل عن الوعود التي اطلقها، بضرورة عرض الصور على الرأي العام الدولي.
في واقع الحال، ان احدا لا يستطيع التعرف على حقيقة موقف الرئيس الاميركي اوباما من هذه القضية، فالصور تعود للعراقيين، الذين تعرضوا إلى ابشع انواع التعذيب والاهانات والاذلال، والذي مارس ذلك هم عشرات الالاف من الجنود والضباط الاميركيين، والذين التقطوا تلك الصور هم الجلادون انفسهم، والذين يتحكمون بنشرها قادة هؤلاء الجلادين، فكيف يستطيع العراقي ان يتحقق من صدق هؤلاء من عدمه.
لا شك ان الجدال الدائر حول قضية نشر الصور من عدمه، يعني التسليم والاعتراف بحصول الجرائم، وهذه الجرائم لا تقتصر على مكان واحد، كما حاولت الدعاية الاميركية ترسيخ مثل هذه القناعة، كما انها غير مقتصرة على اشخاص معدودين، كما يجري العمل لتثبيت مثل هذه القناعات، والاكثار من الحديث عن نشر الصور، واعتراض البعض، ومطالبة اطراف بعرض هذه الصور امام الرأي العام، الذي سيذهب بالقضية إلى القناعة التي تقر بـ (محدودية الصور) ما يشير إلى تضخيم القضية والذهاب بها إلى هذا الجحيم الذي لا يتناسب وما تقتضيه المسألة، ومع رفع وتيرة الجدل، والوصول إلى القمة في النقاش والاختلاف في وجهات النظر، وإعلان قناعة بعرض الصور التي تتحدث عن الفضيحة، حينها يكون الانتقاد من قبل الجلاد وادارته، اما الضحية الذي وقع عليه كل هذا التعذيب، فلا حول ولا قوة له، لأنه لا يملك نسخا من الصور، فهو مربوط اليدين معصوب العينين، والة التعذيب الوحشية الاميركية الاجرامية تتواصل.
ان ملف صور التعذيب التي تمتلكها الادارة الاميركية لا تكفي لفضح الجلادين المجرمين، وكثرة الحديث عن القضية يذهب باتجاه تذويبها في المجهول، وعلى المنظمات الدولية ان يوثقوا هذه الجرائم على ألسنة الضحايا.
عن الوطن العمانية

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *