عدنان بن عبدالله صالح فقيها

يبحث المواطن عن متنفس من حر الصيف وفرجة يأخذ فيها أبناءه لقضاء يوم من أيام الإجازة الطويلة بعد عناء شهور العمل والدراسة وبكل همة ونشاط وحيوية من أفراد العائلة ينطلقون إلى أي مكان من أماكن السياحة في وطننا الكبير بحثا عن الأجواء اللطيفة والنسمات العليلة.. وقد تحسّب لارتفاع الأسعار وحمل معه كل ماتمكن من جمعه سواء تحويشا أو سلفاً وكل شيء يهون في سبيل ضحكة ترسم على محيا أطفاله… وعندما وصل إلى المكان المقصود اصطدم بالواقع المرير واكتشف أنّ كل حساباته خاطئة وما توقعه ليس فيه شيء مما يراه فأسعار الإيجارات خيالية لغرفة واحدة ناهيك عن شقة أو شاليه هذا غير تذاكر الألعاب والملاهي والأكل الجاهز السريع فيمضي طوال اليوم في البحث عن مكان يأويه ومن كثرة البحث يصاب الكل بالإرهاق والملل فيقفل البعض عائدا مكسور الخاطر والبعض يفترش الرصيف ويترك أبناءه يلعبون حتى ينهكوا وعن دورة مياه يبحثون وبرادة ماء للشرب يطلبون ولكن مع الأسف الشديد لايجدون فيعود بهم شارحا وموضحا ومبررا وهو يعلم أنّ كل مايقول غير حقيقي ولكن ليقنع عائلته أنّ كل شيء متوفر والجهات المعنية تقوم بتوفير كل مايحتاجه السائح الداخلي ابن الوطن من خدمات ضرورية ولكن لكثرة المتنزهين يصعب رؤيتها وعليهم قضاء حاجتهم خلف بعض الصخور أو بجوار السيارة!!
ويقول همسا لنفسه\” اللي يخرج من داره يقل مقداره\”وتذكر كلمات المصور الوافد في حديقة الحيوان عندما طلب خمسين ريالا من أجل صورة فورية لأبنائه وقال له هذا كثير فرد عليه\” اللي معهوش مايلزموش \” ويصل إلى منزله والغصة في حلقه وهو يردد هل من المعقول أنّه لاتوجد متنزهات وملاهٍ صيفية للمواطنين الغلابة وأين دور البلديات والتخطيط والدراسة أم يكتفى بوضع بعض الورود والزهور على الأرصفة في الشوارع العامة في المناسبات.. الشكوى لغير الله مذلة..
إن أهل الخير كثر في هذا الوطن المعطاء وهم على أتم الاستعداد لمساعدة المحتاجين أو لنقل الغالبية منهم ولكنهم لايعرفون السبيل إلى ذلك ويحتاجون إلى من يوجههم إلى سبل المساعدة والمحتاجين في كل حي وهنا يبرز دور عمد الأحياء والذين اقتصر عملهم على تصديق ورقة تعريف أو استدعاء من طلب لقسم الشرطة وأشياء بسيطة أمّا الدور الرئيسي لهم فلم يستغل بطريقة صحيحة.. مع أنّ الأمر أصبح سهلا هذه الأيام بوجود الكمبيوتر والبرامج المتعددة التي تتيح للعمدة التعرف على سكان الحي الذي يتبعه وعدد أفراد كل أسرة ومستوى المعيشة والإحتياج والتعرف على الموسرين في الحي وجمعهم وأخذ أراءهم في طرق مساعدة المحتاجين والوقوف إلى جانبهم ومساندتهم ماديا ومعنويا ومد يد العون لهم وتوفير جزء من احتياجات كل أسرة وعندها سيكتمل عمل العمدة بالخير وتدخل الفرحة والبهجة على الأسر المحتاجة.
وقد يقترح أحدهم انشاء صندوق الحي يشرف عليه وجهاء كل منطقة ولن يمانعوا.. وقد يقترح آخر أن تقوم البلدية باستغلال الأراضي الخالية لبناء أماكن الألعاب والملاهي لأهل الحي على أن لاتهمل وتكون تحت الرعاية والصيانة الدائمة مع عمل أكشاك البيع في داخلها وبأسعار رمزية.
ربما قد تتحقق أمور كثيرة وكما قلت أهل الخير كثيرون والله المعين.
جوال /0500093700

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *