[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]الشريف خالد بن هزاع بن زيد[/COLOR][/ALIGN]

أتابع عن كثب وعن قرب خطة فريدة ورائدة لأمانة جدة للتطوير الإداري.. فهي تشهد حالة طوارئ قصوى..وانعقاداً مستمراً ونقاشات وتعليمات متلاحقة تذكرنا ببيانات المعارك.. ومن كثرتها لم يعد باستطاعة الموظفين استيعابها.. فقد قال أحدهم يبدو أن المشكلة انحصرت في الموظفين.. وأنهم سبب تعاسات سكان جدة، ولم يعد مستواهم يواكب تطورها.
الحكاية أنه تم استقدام حوالي عشرة مختصين من دولة عربية لتقييم أداء موظفي الأمانة عبر بطاقات قياس.. وتساءل ربعنا : هل جامعاتنا فقيرة أو عقيمة إلى هذا الحد أم أن الإخوة المختصين طبقوا المشروع في بلدهم ونريد أن ينقلوه لنا؟!
قلت لصاحبنا : احمد ربك أن الموظفين أصبحوا الشغل الشاغل للمسئولين.. ولذلك فإن رئيس الفريق من الإخوة المتعاقدين وأعضائه وهم من جماعته، يستحقون أن يكلفوا الأمانة أكثر من مائة ألف ريال شهريا رواتب فقط، ويستاهلون ونحن أيضا نستاهل أكثر!.
أنا شخصيا لا أرى غضاضة في هكذا مشروع.. واختلف مع من ينتقده في بعض الجوانب ممن يرون أن بعض أجهزتنا الحكومية تستنزف وقتها وجهدها.. أو أنها تهدر أموالها في أمور اعتقدنا أننا تخطيناها بانتهاء زمن الهرولة على الأفكار المعلبة والنظريات التي تلقى في قاعات الدرس.. صحيح أن مئات الملايين إن لم يكن مليارات أنفقت على أفكار تبهرنا فنجلبها ونستضيف أصحابها بسخاء زائد.. لكن مشكلتنا أن الأفكار وثمنها الباهظ يذهب سدى عندما يتغير المسئول أو ينبهر بأفكار تجميلية مهما كلفت.
وحتى أوضح الصورة أورد ما جاء على لسان مسئولي الأمانة وفريق القياس من الإخوة المتعاقدين.. وأرجو أن تركزوا جيدا في ما قالوه ونشر بأن : الخطة تستهدف تحويل الأمانة إلى منظمة ذات تركيز (استراتيجي) من خلال ترجمة (الاستراتيجيات) إلى أنشطة علمية وأن تشجيع (الإستراتيجية) مهمة كل فرد، وجعل (الإستراتيجية) عملية مستمرة.
هذا ما جاء بالحرف وفي فقرة واحدة، وقد أعجبني كثيرا ترديد مصطلح (الإستراتيجية) ومشتقاتها في كل جملة حتى لا تفقد سحرها الاستراتيجي. وهنا يزيد مستشار معالي الأمين رئيس فريق العمل فيقول: في حال تطبيق نظام بطاقات قياس الأداء، سيكون بالإمكان التقدم لجائزة منظمة ذات تحول (استراتيجي) وفق الرؤية (الإستراتيجية)… ويضيف\” ثم تأتي ترجمة (الاستراتيجيات) لأنشطة عملية بتصميم (الخرائط الإستراتيجية) لكل الإدارات وتحديد (المبادرات الإستراتيجية) لتنفيذ الإستراتيجية.. أما مواءمة المنظمة حول (الإستراتيجية) فتتم بتعريف مساهمة الإدارات العليا في تنفيذ الإستراتيجية.
والله هذا ليس لغزا ولا طلاسم.. وإنما جاء على لسان المسئولين، وأعتذر لكم إن لم تستوعبوا شيئا مثلي.. وما نرجوه أن نعرف ما هي الإستراتيجية، ولماذا كل هذا السخاء الاستراتيجي الذي يقابله سخاء مادي استراتيجي أيضا لفريق العمل من الإخوة المتعاقدين.
ولأن المساحة تضيق ووقتكم لا يسمح فلن أذكر تفاصيل ما صدر بالحرف عن( الجدارة الإستراتيجية.. والتخطيط الاستراتيجي.. والمعلومات الإستراتيجية.. والعمليات الإستراتيجية.. والمعرفة الإستراتيجية.. والوعي الاستراتيجي للمجتمع.. ومكتب الإدارة الإستراتيجية إلخ….) أيضا إستراتيجية قياس مؤشرات مكافحة حمى الضنك وكأنها لغز وليست مشكلة صحية قائمة رغم رصد مليار ريال لها وخبراء وافدين بنفس الطريقة.
الهدف الأكبر (حسب الخطة) تكوين صورة إعلامية إيجابية عن الأمانة ( برنامج الأمانة في عيون الصحافة ) لكن هناك من تمنى لو أن الجهد والوقت والإستراتيجية الطموحة تكون لمستقبل جدة.. وداخليا تحسين أحوال بعض المكاتب بمبنى الأمانة، ومنها عنبر فسيح به عشرات الموظفين معظمهم يصطفون على كراسي وكأنهم في عزاء (لا أراكم الله مكروها في عزيز).. مع أن الاسترتيجية تؤكد على (خلق بيئة عمل فعالة وملتزمة بالقيم) وماذا أيضا عن \”هنجر\” بعيد تابع للأمانة ولا شغل لهم.. فيتندرون بأنه محاكاة لغوانتنامو لتأديب الموظفين المغضوب عليهم..ويشرف عليه أحد المسئولين المتعاقدين راتبه عشرات الآلاف شهريا.
هذه صورة حقيقية مختصرة لواقع استعرضته بحيادية حتى لا يتهمني أحد بالتجني.
نقطة: من الأمثال \” اللي معه قرش محيّره يشتري حمام ويطيّره\”.
[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *