عبد الله فؤاد … مدرسة الحياة

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد فاروق السقا [/COLOR][/ALIGN]

عندما تصنف قلاع التعليم في المملكة فإن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تأتي في مقدمتها، وعندما تستعرض قائمة رجال الأعمال العصاميين فإن عبد الله فؤاد يأتي من ضمن القائمة الأولى التي تضم الأبرز منهم على مستوى البلاد.
وحينما تستعرض شخصية عبد الله فؤاد فإنه يجب التوقف عند كل محطة عاشها، لأن حياته اكتنفها الكثير من التحديات والصعوبات والإصرار، فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب – كما يقول – بل العكس صحيح, فقد ولد في زمن كان إشباع الحاجات الأساسية للإنسان غاية في الصعوبة, لذلك كان ومازال يشعر بالفقير والبسيط الذي يكتسب قوت يومه بصعوبة، فهو مؤمن بمقولة شاتو بريان \”الإرادة الحثيثة التي لا تثنى، تعلو على كل شيء، وتعلو حتى على الدهر\”.
وعبد الله فؤاد الذي ولد في بيت جدته في الدمام، تلك القرية الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 200 نسمة آنذاك، تسمى\” برستي\”، وقتها لم يكن هناك تسجيل رسمي للمواليد أو أي جهة تقوم بإحصاء عددهم وتواريخ ميلادهم، حتى إنه عندما كبر وعرف تاريخ تسجيل محدد لولادته ربطها بيوم الطبعة الذي حدث خلال موسم الصيف فقدره في يوم 22-7-1925 وتم تسجيله رسميا.
ويحكي رجل الإعمال العصامي عبد الله فؤاد أنه في أوائل عام1943م اتفق عمه الذي انتقل للعيش معه مع أمريكي يعمل في شركة أرامكو على أن يقوم بخدمته هو وزوجته في المنزل مقابل أن تعلمه المرأة اللغة الإنجليزية، و يقول الشيخ عبدالله فؤاد : كلفتني سيدة المنزل بالتنظيف وغسل الصحون،بعد أسبوع من تركي العمل في منزل الأمريكي، عملت بعدها في وظيفة مراسل، وكنت أنقل البريد والأوراق من المكاتب إلى الورش والمستودعات والنقليات والدوائر والمنفردة والعيادات، وقمت بعملي بشكل جيد وأصبحت محط أنظار رؤسائي، لقد كانت \”أرامكو\” بالنسبة لي في البداية بمثابة حلماً يصعب الوصول إليه.
ويستطرد الرجل العصامي : في منتصف عام 1947 الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل، وكانت مقاولة غسيل سيارات تابعة للشركة في منطقة رحيمة. وفي العام نفسه ومن أرباح المقاولة اشتريت سيارة جديدة. وفي منتصف عام 1948م قدمت استقالتي من الشركة. وكان المشروع يعد الأكبر والأضخم بالنسبة لي، إذ بلغت قيمة المقاولات التي نفذتها 14 مليون ريال ، بعدها بدأت المسيرة المكللة بالإخفاق حينا والنجاح أحيانا.
ورجل الإعمال الشيخ عبدا لله فؤاد وهو في سعيه لم ينس دائما فضل الوطن عليه، وبعد كل هذا المشوار المثمر والعامر بتجارب الحياة لم ينس دوما أنه بدأ فقيرا ، أما حكمته ومبدأه الذي آمن به دائما وأبدا وعاش من اجله فهو : \” لا تخف، دافع عن حقك، لا ترهب قوة خصمك العملاق وضعفك، المهم أن تصبر وتستمر، صمودك هو نصف المعركة ونفاد صبرك هو بداية الاستسلام، وإذا صادفتك في حياتك مصاعب وعقبات وأزمات، فهذه ليست نهاية العالم، ملايين غيرك واجهوا الشدائد، وتغلبوا على المحن وقعوا على الأرض ثم حاولوا الوقوف من جديد، فشلوا عدة مرات ونجحوا في النهاية، انظر حولك إلى كل الناجحين في الحياة، نجاحهم لم يكن سهلاً، دفعوا من راحتهم وأعصابهم، غامروا بحياتهم فقدوا صحتهم شقوا وتعذبوا، وبعد ذلك وصلوا إلى ما هم فيه من مجد ونجاح، فليكن الصبر والمواجهة والنجاح حليفنا بإذن الله إذا جاء الليل فأضئ الكهرباء وإذا انقطعت فأشعل شمعة وإذا ذابت فأشعل عود ثقاب وإذا انطفأ فأغمض عينيك وانتظر شروق الشمس من جديد\” ، عبد الله فؤاد نموذج من رجالات الوطن الذين نعتز بهم ويجب إن نتعلم لأن كل كلمة وكل حركة وكل سكنة هي درس في فنون الحياة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *