عبدالعزيز الرفاعي.. والذكر الحسن
شمس الدين درمش
شهد مركز الملك فهد الثقافي بالرياض يوم الاربعاء 23 محرم 1432هـ حضوراً ثقافياً جماهيرياً كبيراً بمناسبة الاحتفال لمرور (50) عاماً على تأسيس الاديب الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي ندوته الخميسية التي عرفت فيما بعد باسم الندوة الرفاعية، ثم ندوة (الوفاء) بعد وفاة المؤسس عام 1414هـ وتبني رجل الاعمال الشيخ احمد محمد باجنيد الندوة واستضافتها في منزله، وكان قد استأذن باستضافتها حين غياب الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي عن الرياض وسفره الى الخارج قبل وفاته.
وهكذا استمرت هذه الندوة الادبية الثقافية المتنوعة الموضوعات بشكل منتظم فعال لتعطي نموذجاً مثالياً لتبادل الافكار والآراء المتباينة الى حد التناقض أحياناً في جو من المودة والاخاء. ويأتي هذا الاحتفال الخمسيني لما يسمى باليوبيل الفضي مؤكداً أمرين: الاول أثر عبدالعزيز الرفاعي العميق في أصدقائه ومحبة ورجال مجتمعه من خلال تعامله النبيل مع كل من حوله، حيث أكد المتحدثون على هذه الصفة (النبل) وأنها مفتاح شخصية الرفاعي، فهو مع كونه شاعراً وكاتباً واديباً إلا أنه لا يملك الريادة الشعرية أو الادبية، ولكن تشكل نفسه وسلوكه وطريقة تعامله مع ما اكتسبه من أدب وعلم جعل منه شخصية متميزة تفوز بالتزكية من دون منافس، هذه هي النتيجة التي يخرج بها كل من يستمع إلى المتحدثين عنه في الاحتفال، وهم عميد ندوة الوفاء الشيخ احمد محمد باجنيد، ود. عائض الردادي مؤرخ الندوة الرفاعية ومحتف الاعمال الشعرية الكاملة للرفاعي، والدكتور عبدالقدوس أبو صالح رئيس رابطة الادب الاسلامي العالمية والاستاذ عبدالرحمن المعمر صديق الرفاعي وشريكه في تأسيس دار عالم الكتب، ومسك الختام في كلمة معالي وزير الثقافة والاعلام د. عبدالعزيز خوجة.
وما ذكره الشعراء في قصائدهم وهم د. عبدالقدوس أبو صالح، ود. حيدر الغدير، والاستاذ حسين باجنيد، فقد كانت قصائد مفعمة بعاطفة الحب الصادق والاعجاب والتقدير للرجل النبيل عبدالعزيز الرفاعي، والرجل الوفي أحمد محمد باجنيد.
والامر الآخر الذي يؤكد هذا الاحتفال هو عظمة هذا الوفاء وسعة هذا الحب الذي يحمله محبو عبدالعزيز الرفاعي له، بما جعل حضوره مستمراً في الذاكرة، وأعماله الأدبية والثقافية تتجدد في أكثر من مظهر مثل الاصرار على إصدار أعماله الكاملة في دار المسمى باسمه (دار الرفاعي) وإصدار عدد خاص من مجلة الأدب الإسلامي عنه برقم (54) وإقامة هذا الاحتفال والاحتفاء بندوته، وليس ثمة كلمة أكثر مطابقة لحال الرفاعي من قول الشاعر:
وإنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسناً لمن وعى
التصنيف: