[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد أحمد عسيري[/COLOR][/ALIGN]

من جرب منكم أن يستيقظ يوما ليجد نفسه مغموسا في مكان آخر
مكان تشع منه ملوحة الحزن
ينغمس في سواد يخنق اللحظات وصوته يخرج للداخل
يفجر شرايين الوجع المدفون منذ انتزاع حبلك السري .
تحاول ترجمة كل الأحداث المتسارعة حولك فلا تشعر بشيء منها
لتكتشف أنك لست المتحكم بمصيرك ، وما أنت إلا جسد رث وروح تئن .
تبحث عن بعض الزيف والخديعة التي كانت تسكنك
فتجد جوفك نظيفا إلا من بعض حزن مازال يكبر
جاء يركض من هناك ..
من زمن الطهر المقتول على بوابة القرية المطمورة تحت أبنية المدينة .
اقترب منك شيئا فشيئا حتى استقر داخل جوفك المهجور
أغمض عيناه وأخرج من صدره زفرة تتقد نارا وغفى .
تستصرخه فلا يجيب
تفتح فمك كي تناديه بعلو صوتك فلا يخرج غير صفير محمل بالذكريات
وأسئلة قديمة ملطخة ببعض معاصيك
ووجه يوبخك لأنك ما عدت ذاك الصبي النظيف .
تمني نفسك لو أنه كابوس خلفه ليل كريه الملامح كوجه
الكلب الأسود الذي كان ينقض عليك كلما حاولت عبور الشارع المنحوت في ذاكرتك المشنوقة .
ولكنه ليس حلما ..
لأنك تشعر بجسدك الرث
وتبصر أصابعك وهي تلتف حول بعضها خوفا.
وقطرات من عرق أسود تخرج من مساماتك
تلطخ جبينك
أصبحت تشبه ذكرياتك .. كلاكما ملطخ
تستسلم أخيرا ، تعلق بصرك في سماء قاتمة
وتنتظر .. ماذا تنتظر ؟
كثيرة حينها التساؤلات ولا أحد يجيب .

[email protected]

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *