[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد محمد الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

* ونحن ندخل إلى أحد المطاعم المجاورة لمبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة يوم الجمعة الماضية وكان الوقت في الثالثة ظهراً شاهدنا عدداً من الشباب ينظمون \”مظاهرة\” أمام التلفزيون لا تزيد أعدادهم على ثلاثمائة ولم تكن مطالبهم دعماً لثورة 25 يناير والتي نفذها شباب مصر، بل كانت مظاهرة مؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك.. اقتربت وأصدقائي بعد تناول الغداء من الشباب وشاهدنا صور مبارك يرفعها الشباب من الجنسين وعبارات \”بطل العبور\” \”نحن نحبك\” وغيرها وسألت رفاقي أين مبارك اليوم؟ وما هي أهداف هؤلاء من تأييد شخص \”انتهى\” بل وصدرت ضده أحكام بالحجز والتوقيف وقد انتهى من حياة مصر والمصريين؟ بمعنى أن مظاهرة مثل هذه تعد خاسرة بجميع المقاييس لكن يظل الرأي الآخر مكفولاً لمن أراده على الأقل في دولة مثل مصر تؤمن اليوم بالديموقراطية.. لكن صاحب التاكسي الذي أوصلنا للفندق كان لديه تفسير آخر للمظاهرة بأن هؤلاء وانقل نص ما قاله \”الذين استفادوا من عهد مبارك ومن الفساد الذي عاد علينا نحن بالألم والفقر والمعاناة\”.
وصلنا مصر الثلاثاء الماضي وغادرناها مساء السبت ووجدنا أن مصر بشعبها ومؤسساتها تحاول أن تعود لعافيتها بعد أن تخلصت من النظام وأكثر أذنابه.
آراء استمعنا إليها في الشارع والفندق والتاكسي وفي لقاءات كانت تتحدث عما حصل في \”ميدان التحرير\” من وجهات نظر عدة لكنها تتفق في أكثرها على أن الصورة حققت لمصر مستقبلاً جديداً وهو ما يأمله كل مصري هناك.. الكل متفائل بالثورة ويعتمد عليها في مستقبله ومستقبل مصر وتحسن الأوضاع الاجتماعية ودخول مصر لأيام وسنوات مؤشراتها تشير إلى أن الثورة غيرت من مصر كل شيء وأن فوائدها ستعود على مصر بالخير.
اللافت أن مصر عانت بعد الثورة من فقد الكثير من السياح الذين اتجهوا إلى دبي وبيروت ويسعى المصريون لإعادة السائح العربي والغربي إليهم.. لم أشعر بشيء مما تتحدث عنه بعض وسائل الإعلام المصرية أو غيرها من وجود اعتداءات على الناس وقد كان مصدري في الدرجة الأولى \”صاحب التاكسي\” الذي يتحدث بكل شيء وتستمع إلى وجهات نظر عدة من شخص لآخر لكن جميعها \”آراء جميلة متفائلة\”.. لكن الواقع يقول إن ما يلي الثورات من أوضاع ربما يحتاج لأيام بل سنوات للعودة للطريق الصحيح.. بمعنى أن أمام المصريين وقتاً ربما يطول لإصلاح ما أفسده نظام عاش بينهم أكثر من ثلاثة عقود.. الكل يريد أن تخرج مصر من ثورتها بعناوين ودلالات النجاح وألا تُخترق الثورة في أية مرحلة من مراحلها والمؤشرات تؤيد أن ما حصل في مصر بهذه السرعة وهذه النجاحات لابد أن يحقق الأمل الذي ينتظره أهل مصر وغيرهم.
آخر الكلام
أتمنى أن تساهم الثورة في مصر في أن يغير بعض \”المصريين\” من تعاملهم مع السياح للأفضل لأن صور الاستغلال لازالت باقية ولم تتأثر وتراها في كل مكان هناك.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *