[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]

•• رايت قبل أيام اعلاناً ملوناً لمطعم غربي الأصل يعمل هنا عبر أحد فروعه، وقد بشر الزبائن الكرام بأسعار قال عنها إنها (عودة الى الأسعار القديمة) وهذه العبارة بالذات هي التي لفتت انتباهي.. أما اسم المطعم فقد نسيته، لأنني لست من زبائن المأكولات السريعة، سواء ما كان منها محمّراً أو مقمرّاً، وغاية ما أتمناه هو المأكولات الشعبية، التي يسميها البعض التراثية، ففيها أجد نفسي (!!) وفي حضرتها لا تسأل كيف تكون (قابليتي) ومزاجي؟!
•• المهم من كل ما تقدم أن عبارة (العودة الى الاسعار القديمة) تجعل الواحد منا غير مصدق لما يقرأ، لان عبارة كهذه هي في الواقع اتجاه مثير يغرد لوحده خارج السرب (سرب الأسعار جميعها) فجميع التجار كبيرهم والصغير، ركبوا موجة (زيادة السعر) وكأنها لوثة أو حمى معدية لم يكد يسلم منها أحد، حتى تجار الفحم والأعلاف والبطيخ وطالما أن الزبون إنسان طيب يمتنع عن الشراء، وطالما أن (حماية المستهلك) التابعة لوزارة التجارة في واد وحمى الأسعار في وادٍ آخر، فمن الطبيعي أن تزيد الأسعار.
•• الحقيقة العجيبة اننا كشعب نعتبر أمة مستهلكة وبشكل (شره) للغاية حتى انني لا أظن أن أحدنا ينافسنا على هذا (المجد) العظيم وليس الأمر مقتصراً على أسواقنا المحلية فقط، بل لقد رأيت الأسر السعودية وقد ملأت (المولات) في بعض البلاد التي زرتها مثل البحرين ودبي واندونيسيا حيث ان لدينا (شهوة) جارفة في الشراء لـ (الكماليات) بشكل مذهل وهو الأمر جعل من السعودي أو الاسرة السعودية اجمالا (كعكة) تسعى كل الاسواق العالمية الى كسب (جيبه) ومن ذلك المصانع الصينية التي تفننت في توريد مختلف البضائع لها بدءاً بـ (أبو ريالين) واخواته، ممن لا يدوم استعماله سوى ساعات، ثم نقذف به في القمامة.
ومع ذا (الاسراف) في الشراء والتدافع المضحك المبكي نحو التبضع من قبلنا نحن السعوديين وغياب (ثقافة الاستهلاك) الا ان هذا كله لا يعني وزارة التجارة عندنا ومن عمل كبير كان يجب ان تقوم به منذ زمن ولا من تقصيرها في ضبط (موجة الغلاء) التي ارهقت البسطاء من الناس وهم الغالبية العظمى من الشعب، حيث لا تمر فترة وجيزة الا وتجد هذه السلعة او تلك وقد ارتفع ثمنها بقرار خاص من التاجر الكبير (المورد) نفسه بعد أن اطمأن الى غياب العقاب والمسألة وفطن كذلك لان الزبائن سيشترون مهما زاد السعر.
هذه (البلوى) وهي الارتفاع المتوالي للاسعار لا يمكن بحال من الاحوال ان تستمر بدون ضابط يلجم ثورتها المتواصلة فقد ارهقت الناس وتركتهم نهباً للهموم والديون و(جفاف) الجيوب.. ويبقى السؤال المرّ حقيقة.. لماذا كل هذا الصمت المدهش من وزارة التجارة؟ نريد ان نتعرف على رؤيتها أمام هذه المشكلة.. ماذا فعلت، وما حدود قدراتها لمواجهة هذا الطوفان المرعب؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *