طلبة رولكس ضد البلل

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد طالع[/COLOR][/ALIGN]

مازالت مشكلات التعليم هي الأعلى متابعةً والأكثر حضوراً, من حيث هي ساحة واسعة للجدل حول قناعات ساسة وقادة التعليم ووفق اجتهاداتهم وما يرون بأنه الأصلح وبين نداءات منتسبي التعليم ممن هم غير مخولين إلا بتنفيذ رؤى قيادات التعليم العليا.
لكن الأمر يتعدى مرحلة الجدل والقناعة حينما تكون حياة البشر في خطر, ففي مواسم الأمطار تنطلق تحذيرات الدفاع المدني بالابتعاد عن مجاري السيول وبطون الأودية والتي تصل حد المطالبة بلزوم المنازل حفاظاً على الأرواح, كما أن وزارة التربية والتعليم وضعت في حساباتها مثل هذه الأحوال الطارئة فقد أوكلت صلاحيات انهاء اليوم الدراسي وخروج منسوبي المدارس إلى مديري المدارس, والذين يتعاملون مع الظروف المحيطة حسب رأي مدير أو مديرة المدرسة, إذ إن اختلاف الظروف قد تجعل الدوام يتوقف في مدرسة دون أخرى داخل إدارة التعليم الواحدة, فمثلاً في تعليم عسير تتباين المنطقة الجغرافية ما بين اقليمي السراة وبطون الأودية في تهامة, فقد تستمر الدراسة في مدن السراة, بينما يتم تعليقها في مدارس تهامة نظراً لمخاطر استمرارها نسبةً لوقوعها في مجاري أودية ذات خطر بليغ أثناء مواسم الأمطار, الملفت للنظر أن بعض مديري ومديرات المدارس لم يتفهموا تلك المخاطر جيداً, ولازالوا يكنون الولاء الخالص للعقليات التي تسيطر عليهم وتعمل على أدلجة عقولهم وفق الهوى, وهي التي أوصلتهم لمناصبهم القيادية, ففي ظل المناخات المتقلبة وسماع التحذيرات المتنوعة مازالت الإدارات التعسفية في بعض مدارس عسير لا تُدرك تلك المخاطر جيداً وكأن طلبتها مصنوعون من ماركات عالمية ضد البلل والغرق إسوةً بأشهر ماركات الساعات العالمية.
هذا الأمر من شأنه أن يوقع ضحايا بين الطلاب والطالبات بل وحتى المعلمين والمعلمات, ولذلك فإن على إدارات التعليم وخاصة في عسير, إدراك تلك المخاطر جيداً, والوعي بأن البقاء على قيد الحياة أهم من التعليم, ووضع حلول عاجلة تتماشى مع رؤية الوزارة, كما أن بإمكانها تأجيل القناعات والرؤى الخاصة إلى زمان الطمأنينة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *