[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

طالبان أفغانستان حركة جهادية إرهابية، ومعروفة لدى العيان بحركة طلاب الشريعة، التي استولت على مناطق كثيرة من أفغانستان، وكانت مدعومة من الشعب الأفغاني وشيوخ القبائل مما وجدوا فيها من نزاهة، ولكن سرعان ما تبدل الأمر، وظهرت وحشية طالبان وذلك عند دخولهم كابل العاصمة حين أطلقوا سراح رئيس أفغانستان السابق محمد نجيب الله الذي كان مدعوما من الاتحاد السوفيتي السابق، فبدل أن يحاكموه محاكمة عادلة أنهوا حياته شنقاً أمام الشعب ليتم تعليق جثته بأحد أعمدة إنارات الطرق، هذا المظهر الموحش الهمجي يتكرر اليوم على يد ثوار ليبيا.
حين القبض على معمر القذافي وابنه المعتصم وقاموا بقتلهما بطريقة غير إنسانية، يدل على همجية بعض هؤلاء الشرذمة، الذين يقال عنهم محررين أو ثوارا، وما أخشاه ان يعملوا على تحويل أرض ليبيا إلى أفغانستان أخرى، والمصيبة كانت ثورتهم باسم الإسلام، وأي إسلام هذا يقتلون أسيرهم بهذا الشكل الهمجي، فالإسلام جاء برعاية الأسرى لا قتلهم بوحشيةٍ دون محاكمةٍ قانونية.والغريب في الأمر نبش قبر والدة العقيد، بزعمهم ألا يكون مزارا للاعتكاف أو العبودية، إنما في حقيقة الأمر ما هوَ إلا حقد. في أي دين أو قانون يفعل هذا؟، هذا أن دل يدل على وجود القاعدة فكرياً في بلاد العرب، فالإرهاب لا قانون يحكمه وليس نابعا من دين حقيقي مستمد من تعاليم السماء، إنما يتبع في منهجه سياسة العنف وقتل الحرية.
إن لم يُعالج الأمر دولياً فسوف تشهد ليبيا معارك طاحنة وفصائل متناحرة فيما بينها والضحية بالكاد الشعب، وعلى هذا الأخير أن يعي ويستيقظ، أن ما خلف الكواليس هو منعطف خطير جداً بل من فقرٍ إلى فقر ومن تخلفٍ إلى تخلف ومن دمارٍ إلى دمار.عندما تنبأ القذافي بقوله ليبيا ستكون نار جهنم، وسوف يندم شعبها أشد الندم، يعطي مؤشرا بأن هناك خفايا ما وراء الثورة أو بالأخص الربيع العربي المزعوم. قد تكون تجربة تونس لاقت نجاحاً لا بأس به، لكن جر القطيع هيَ الكارثة، وهذه الكارثة في ليبيا هي استعمار غربي جديد أو ربما حرب عصابات داخل الأراضي وليس بغريب كما أسلفت أعلاه.
أمريكا وحلفاؤها لم يأتوا ليدافعوا عن شعب ليبيا عبثاً، بل هناك خفايا لا ندركها بل استعصت على القذافي نفسه، حين يقول بخطابه الأخير مخاطباً الثوار بأنهم يعملون لصالح من ؟ كان مدركا بأن المستفيد بالكاد مخادع لكن يجهل حقيقة هويته، هل هي القاعدة بفكرها الجديد أو تحالف قوى لبسط سيطرتها فيما بعد، وذلك بعد أن تتحول ليبيا إلى أفغانستان أخرى، وتأتي أمريكا كعادتها المنقذ، فكلا البلدين مناطق قبلية وتشدد ديني وعادات اجتماعية بالية.لو تم نقل السلطة بسلاسة، لما حصلت تلك المجازر، فالإصرار والحفاظ على الكرسي يدل على غباء سياسي مُعّتق بعقول الرؤساء، والأغبى منهم شعوبهم كيف خضعت لفترة طويلة بين الاستبداد والفقر وصدقت ديمقراطية كاذبة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *