ضرورة الدراما الإسلامية

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]جابر الريثي[/COLOR][/ALIGN]

كعادتنا كل عام في رمضان تزيد معدلات الخلاف حول قضايا الدراما المرتبطة بالدين، وقضية هذا العام والتي شغلت الكثيرين هي « مسلسل الفاروق عمر « الذي انطلق بثه بداية هذا الشهر المبارك، هذا التضخيم في الجدل والخلاف المتضمن ألفاظ التشنيع والتكفير والتحريم من قبل بعض المعارضين لفكرة عرض المسلسل لغيرهم من المؤيدين من فريق عمل المسلسل وغيره هو دليل على حاجتنا لعرض سير الصحابة والتابعين حتى نتعلم منهم طريقة التعامل مع قضايانا لأن هذه الحملة الشرسة والاختلاف والجدل بهذه الطريقة الحادة ما هو إلا دليل على وجود خلل وقصور في طريقة استخدام البعض للخطاب الإسلامي في تعاملهم مع مثل هذه القضايا.
الكثير شن حملات مقاطعة للقناة المنتجة ولطاقم عمل المسلسل وحتى للمعارضين رغم أن العمل كان بمراجعة لجنة شرعية من شخصيات إسلامية لها ثقلها وسمعتها في الوسط الديني بشكل عام، ورغم كل تلك الضجة الإعلامية حول المسلسل أراهن أن بعض المطالبين بالمقاطعة سوف يتابعون المسلسل ولو بعد مضي سنوات من الآن.
الزمان والمكان في تغير مستمر ومعهما تتغير الروايات وهذا يعني حاجتنا لتوثيق التاريخ الإسلامي وأفضل طريقة حاليا لتوثيق ذلك هو العمل الدرامي، وهو بلا شك المؤثر الأكبر في غرس المفاهيم الحسنة وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتوضيح صورة الإسلام المضيئة والمتسامحة، لا بد أن نستفيد من الدراما ونقدم تاريخنا المضيء والشخصيات الإسلامية لأن التعريف بها عن طريق المشاهدة أكثر تأثيراً من عملية القراءة عنها، وشخصية الفاروق حملت الكثير من الحكمة والعدل والرفق، نحتاج أن نقدمها للعالم عن طريق الدراما وننقل خلالها رسائل وأفكاراً توعوية وتنويرية تضيء الجوانب المظلمة التي تعاني منها مجتمعاتنا الإسلامية.
facebook.com/JaberAlraithi