صور من المشهد العربي
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. أمين المشاقبة[/COLOR][/ALIGN]
المشهد السياسي العربي تعتريه سؤدادية قاتمة تبعث على التشاؤم والإحباط السياسي ولا تلوح في الأفق أية بوادر إيجابية نحو النهوض أو الخلاص أو حتى معالجة الممكن فالمنحدر سحيق جداً، والبعض ينتظر على الحافة وآخرون قد انزلقوا في اتجاهات مختلفة لكن المصير واحد، إن الناظر للمشهد العراقي يرى حالة الانقسام والاختلاف والتشتت فبعد مرور ما يزيد على سبعة أشهر عن صدور نتائج الانتخابات لم تستطع القوى السياسية من تشكيل الحكومة بعد، وما زالت الحالة الأمنية غير مستقرة والنهب للمال العام والموارد الطبيعة على قدم وساق، وهناك ارتفاع لصوت الأكراد المطالب بحق تقرير المصير وأن قادم الأيام يشكل فرصة للاستقلال وإنشاء دولة كردية في الشمال وربما أن الظروف العراقية مواتية لكن الظروف الإقليمية لا تدفع بهذا الاتجاه، وإن لم تستطع الحكومة القادمة من إعادة بناء الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار، وبناء المواطنة للدولة وليس على أسس طائفية أو عرقية فإن الحالة العراقية قائمة مكانها قابلة للانفجار أو التقسيم.
وفي المشهد السوداني بعد عملية الانفصال وقيام دولة جنوبية في خاصرة الوطن السوداني، ، ربما هذا يدفع قوى دارفور إلى الدفع باتجاه قيام دولة مستقلة في ذلك الإقليم ونفس الشروط التي توافرت في الجنوب متوافرة في الغرب السوداني والقوى العظمى تدفع بهذا الاتجاه.
أما قضية العرب الأولى وجوهر الصراع في المنطقة فما زال التعنت الإسرائيلي يعطل مسار العملية السلمية، ويمعن في عملية الاستيطان وسرقة الأرض، وتهويد القدس ومحاولته لكسب الوقت وفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، والوسيط الأمريكي لا يرغب بفرض أي ضغط على الجانب الإسرائيلي ويدعو الأطراف إلى الالتقاء وبحث القضايا الجوهرية ومنها الحدود، والقدس، والدولة، وفي ظل هذا المشهد فإن الوقع سيئ للغاية ولا شيء يبعث على التفاؤل لأن إسرائيل تمرست في قدرتها على إدارة الأزمة أو الصراع ولا تدفع باتجاه الحل، تضاف إلى كل ذلك حالة الانقسام الداخلي بين القوتين الأساسيتين حماس وفتح والتي يتهم فيها كل طرف الآخر بالتقصير وعدم قبول مبادئ المصالحة.
أما المشهد اللبناني القديم الجديد فإن الجميع بانتظار القرار الظني الذي سيصدر عن المحكمة الدولية وهي لائحة الاتهام فإن ساعة الصفر قد تنطلق في حرب أهلية جديدة، إلى غير ذلك من احتمالات فالحالة اللبنانية على حافة الهاوية ما لم يملك العقلاء والحكماء ناصية الأحداث وعدم الأخذ بها للتطور فالحالة التوافقية دوما هي معادلة الحل.
وأمام هذه المشاهد من الحالة السياسية العربية فإن النظام الرسمي العربي لا وجود أو دور له في درء الأحداث وتلافي الأخطار، ومسرح الدمى ما زال فاعلا في حالتنا هذه، والمستفيد الوحيد من تردي هذه الأوضاع من انقسامات وانفصالات، واحتمالات حروب أهلية هو إسرائيل لأن أحد أهداف وجودها في المنطقة هو تفتيت القائم وتقسيم المقسم ولا مكان لها في حالة حدوث عكس ذلك. والخاسر الوحيد هو المواطن العربي من البحر إلى البحر يدفع الثمن بكل اتجاه ويعتريه اليأس والقنوط والإحباط، وقدرنا ينتج مما نصنع بأنفسنا.
التصنيف: