صنع الأزمات في المنطقة العربية

Avatar

[COLOR=blue]محمد ناصر نصار[/COLOR]

ليس بعيداً عن الفكر الذي يؤمن بنظريات المؤامرة والتخطيطات الإستراتيجية وليس قريباً من عشوائية الأحداث والتغيرات ، بل نبقى في حالة رمادية لنكون اكثر موضوعية وعقلانية في التحليل ، فما يحدث في الوطن العربي لم يأت بمحض الصدفة ، بل يعد نتاج تخطيط إستراتيجي بتقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ.
على أي حال إن المتتبع للتاريخ يجد أن الدول العربية تتعرض في كل فترة زمنية تتراوح ما بين عشرة سنوات إلى إثني عشر سنة إلى أزمات وتغيرات واحداث تهدف إلى زعزعة إستقرار المنطقة العربية ، فمنذ سقوط الخلافة العثمانية 1917 بمساعدة بريطانيا وفرنسا قسم الوطن العربي بإتفاقية سايكس بيكو وتقاسمت فرنسا وبريطانيا المنطقة العربية فقسمت الدول العربية وصنعت الحدود والسدود بين أهل الوطن الواحد وفرقتهم عملاً بمبدأ فرق تسد ورزحت الشعوب العربية تحت نير الإحتلاليين أكثر من خمسين عامأً عدا الجزائر التي إستمر إحتلالها أكثر من مئة وثلاثين عاماً وبحجة واهية تعلقت بلطم الوالي الجزائري للسفير الفرنسي بالمروحة .
كانت بريطانيا وفرنسا في بادئ الأمر تتصارعان للحصول على النفوذ في المنطقة حيث كانت حملة نابيلون لإحتلال مصر وقطع الطريق على الانجليز من وضع أقدامهم في المنطقة ومع مرور الزمن وفشل هذه الحملات وجدت بريطانيا وفرنسا ان يتقاسما السيطرة على هذه المنطقة خاصة بعد إنتصارهما في الحرب العالمية الأولى حيث لديهما نفس الأهداف الإستعمارية والنوايا المشتركة ، وما بعد حصول الدول العربية على الإستقلال الوهمي والشكلي ظلت بريطانيا وفرنسا تتدخلان بأمور الدول العربية ظهر ذلك جلياً في العدوان الثلاثي عام 1956 ، كما وإن المتابع لتاريخ المنطقة بشكل مستفيض سيرصد الأزمات المفتعلة ويظهر أن الأزمات المالية والإقتصادية والسياسية تدفع ثمنها الدول العربية والإقتصاد العربي وذلك بسبب أن دولاً تصدر أزماتها بحجج مختلفة وإعلام مسيس فتعمل على سلب مقدرات هذه الأمة بسبب واضح ومعلن أو غير ذلك.
هذه الأزمات تصنع لكي ينشغل العالم العربي بأبسط القضايا وأن يطالب بلقمة عيش كريمة وأن يحصل على قوت يومه وان يحظى بفرصة عمل وهكذا من الامور ، كما يهدف صنع الازمات من السيطرة المباشرة على الموارد العربية والمواقع الإستراتيجية في المنطقة ، بل والأصعب من ذلك هو أنه في الدول العربية أصبح مواطنيها لاجئين في أراضيهم التي شردتهم الازمات المصطنعة والحرب الطائفية التي صنعها الغرب ومولها وغذاها بالمال والسلاح وبأيدي رخيصة عربية .
إن الدول التي تنادي بالديموقراطية وحقوق الإنسان هي التي تصنع رفاهية مواطنيها من خلال دماء وعرق الشعوب المسحوقة ، فالتعاون الدولي والشعبي بين الشعوب يكفل للعالم أن يعيش بسلام وأمن ، كما على العرب أن ينظروا بحكمة وتروي في الأحداث والتغيرات والنظر بعمق لما يحدث في المنطقة من صراعات للقوى العظمى على حساب أمتنا العربية ، فالتاريخ يعيد نفسه فاليوم كالأمس إن لم نتعظ مما بالأمس فلن نتعظ اليوم وسنخسر كل شيء .

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *