[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد بن أحمد الشدي[/COLOR][/ALIGN]

أتاحت لي العطلة الماضية قراءة بعض الكتب والمؤلفات وبعض كتب السير والتاريخ الإسلامي والعربي، وهي كتب قيمة بمادتها كنت أحتفظ بها لقراءتها بهدوء وعلى مهل.. قراءة فهم واستيعاب لا كتلك القراءة السريعة المتعجِّلة التي نكتفي منها بالنظر إلى الصور وقراءة العناوين.وإنني لشديد الأسف أن أقول: إن بعض هذه الكتب التي قرأتها برغم مادتها القيمة هي كتب لا تشجع على القراءة لأسباب عديدة . أول هذه الأسباب هو رداءة طباعة هذه الكتب، فهي مطبوعة على ورق رخيص يكاد يتحلل بين الأصابع، وكان الأحرى أن تكون هذه الكتب الدينية وكتب السيرة مطبوعة على ورق جيد يتناسب وقيمة المادة العلمية، فمن عجب أن نرى بعض القصص والدواوين مطبوعة على ورق كوشيه صقيل لامع، ومزيّنة بالرسوم والألوان، وضمن أغلفة جميلة مغرية تبهج النفس والعين، ونرى هذه الكتب المهمة مطبوعة بهذه الصفة المهملة الفقيرة، ورق مائل إلى السواد أو الصفرة إضافة إلى أغلفة رديئة كأنها من ورق (الكراتين) الفارغة، بل إن بعض الكراتين جذابة ومغرية أكثر من أغلفة هذه الكتب. الشيء الثاني الذي لاحظته هو رصّ السطور وراء بعضها، فلا فقرات ولا فواصل ولا عناوين أحياناً، هذا عدا التصحيحات التي تظهر بخط غير ملائم، وتصوير الصفحات وطباعتها على هذا الشكل ذي الفوضى المتناهية. كذلك وجود الأخطاء الإملائية والنحوية التي تقلب المعنى أحياناً رأساً على عقب، وأعتقد أن مثل هذه الكتب القيمة يجب أن تكون في غاية الدقة والوضوح والتنسيق والتنظيم، كما يجب أن تُصحح ويجري صف مادتها من جديد حين إعادة طباعتها، فلا يُكتفى بتصويرها بأخطائها كما وردت في الطبعة الأولى. والملاحظة الثالثة على هذه النوعية من الكتب، هي عدم الحرص على تجليدها بشكل جديد، فالأوراق تنسل وتسقط كما يسقط الشعر الميت، وهذا ما يحرم القارئ المتعة والفائدة عند سقوط أو فقد بعض أوراق الكتاب، إضافة إلى شكل هذه الكتب التي تكون أحجامها كبيرة بشكل غير مقبول أو صغيرة جداً بحيث لا يستطيع أحد أن يقرأها إلا بنظارة أو مكبر نظر.
وإنني لأتساءل بعد ذلك، من هو المسؤول عن طباعة ونشر هذه الكتب وبهذه الأشكال والمواصفات الرخيصة، هل هي دور نشر تجارية، أم هي جهات حكومية؟. فإذا كانت دور نشر وبعضها دور نشر فعلاً، فيجب أن تكون هناك رقابة شديدة من إدارة المطبوعات بحيث تمنع هذه الدور من نشر أو إعادة نشر مثل هذه الكتب إلا بموجب مواصفات جيدة على الأقل. أما إذا كانت هذه الكتب هي من منشورات هيئات حكومية، فإنني أعتقد أن الحكومية قادرة على طباعة هذه المطبوعات على أعلى مستوى من الطباعة والجودة، وقادرة على تقديمها بالشكل المناسب الجذاب الذي يشجع القارئ على قراءتها والانتفاع والاستمتاع بها واقتنائها في مكتبته دون أن تكون نشازاً بين الكتب بسبب أشكالها وسوء ورقها وتجليدها، فالوردة الجميلة غالباً ما تكون أجمل إذا قُدِّمت في وعاء جميل.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *