[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]هناء حجازي[/COLOR][/ALIGN]

عن ماذا أكتب اليوم، خرجت محبطة من اجتماع جعلني أشعر أنني مقيدة وليس باستطاعتي عمل شيء لتحسين أي شيء، ففكرت أن اكتب عن الاكتئاب. تذكرت أنني كتبت عن الانتحار قبل أسبوعين تزامنا مع يوم الصحة النفسية ومع موت عالم كبير وتذكرت كم كنت متألمة وأنا أكتب ذلك الموضوع وخشيت أن أصاب بالاكتئاب مرة للحال الذي أنا فيه بعد الاجتماع السابق ومرة للكتابة عن موضوع مؤلم وكئيب. فصرفت النظر عن هذا الموضوع.
قرأت بالصدفة موضوعا عن البدانة والعنصرية التي يشعر بها البدناء ضدهم من قبل الأطباء فبحثت عن موضوع العنصرية ضد البدانة ووجدت أن الدراسات أظهرت أن هناك عنصرية ضد البدناء موجودة في التعليم والصحة والتوظيف فخجلت أننا كأطباء يمكن أن يصبح تعاملنا سيئا تجاه أشخاص فقط لأنهم يعانون من زيادة في الوزن مما يعني أن الأطباء في السعودية قد يكونون أشد عنصرية من بقية الأطباء في الدول الأخرى لأن نسبة البدانة لدينا أكبر من كثير من الدول. تخيلت أن أكتب موضوعا أقول فيه للأطباء عاملوهم بالحسنى لأن الكثير من الأمراض سببها البدانة وهي بالتالي تفتح بيوتكم. لكني خشيت أن يكون في كلامي هذا عنصرية ضد النحفاء. فأجلت الكتابة عن هذا الموضوع.
في السيارة طلب مني السائق أن أعطيه مرتب شهرين مسبقا، سألته عن السبب فأجابني باختصار أنه يحتاجها، وافقت طبعا لكني كنت أفكر وأنا أوافق، ترى هل سيهرب ويريد أن يؤمن معيشته بشكل مسبق حتى يتمكن من إيجاد عمل بعد الهرب، أم أن المسألة أنه فعلا يحتاج النقود لبيته في الهند، تذكرت الدراسة التي تقول أن العمالة لدينا هي أكثر عمالة توفر نقودا وترسلها لبلادها، وأردت أن أعطيه درسا في الاقتصاد وكيفية توفير الأموال، وأن أكتب عن تجربتي مع تعليم السائق دروسا في الاقتصاد، لكني عدلت عن ذلك بعد أن تذكرت حالتي الاقتصادية وفشلي الذريع مع نفسي.
ثم طالعني خبر الحكم بالجلد الذي صدر في حق أحد الإعلاميات وتذكرت خبر الحكم الذي صدر في حق المجاهر الشهير، وتذكرت أهالي جدة الذين رفعوا الدعوى عليه وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها، وودت لو أسألهم هل هم سعداء الآن، ومن أين للناس كل هذه القسوة، وكيف يأتون بهذا القدر من القدرة على عدم السماح والغلو في طلب العقوبة لأمر لم يمسهم ولم يتأذوا منه بشكل مباشر بقدر تأذيهم مثلا من تلوث البحر لكنهم لم يرفعوا دعوى بخصوص ذلك.. ثم خفت، ثم قررت أن أصمت…
هذه مقالة صامتة، لا تريد أن تقول شيئا، أنا خائفة ومحبطة وكفى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *