صفاء القلوب نعمة
كل انسان لديه مشاغل يومية والبعض عنده هموم ومتاعب والبعض الاخر حالتهم الصحية لم تعد بعافية/ نسأل الله للجميع موفور الصحة والعافية وكل هذه الاسباب تجعلنا مشغولين عن بعضنا البعض وتمضي اسابيع واسابيع ولا تسمع صوت من كنت تراه بانتظام ولا تطيق على فراقه صبرا هذا حال الدنيا واحوال الناس في زمننا هذا الذي زادت ضغوطه وبخطف الاجيال الجديدة من الجو الاسري والتواصل الحقيقي ولكن كما يقول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا سوانا
في الاحوال العادية نهذر بعضنا بعضا المهم القلب ابيض وصلة الارحام بخير وعلاقة الاصدقاء على عهدهم بها حتى وان تأخر السؤال واللقاء بسبب كل تلك المشاغل ونقول الله يعين كل واحد على حاله لكن ماذا عن الغياب والقطيعة ولماذا تسهل العداوة والبغضاء بين الاصدقاء وبين الجيران وبين الاهل وبين الاخوة بما يتعارض ويتنافى مع قول الحق تبارك وتعالى (ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى).
كم تبدو الحياة مريحة هانئة في ظلال الاخاء والتعاطف بروح الاسلام وتعاليمه وقيمه اذا استظل بهذا الدين الذي علمه ان الدين النصيحة وانه لا يؤمن حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه والحكمة التي ترددها كثيرا تقول (العتاب صابون القلوب) لكن البعض لا يبادر ولا يستجيب ولا ندري كيف العمل والتعامل مع هذه النفوس هداها الله. فالبعض قد يتغير عليك فجأة دون سابق سبب ولا عتب وان بدرت بالسؤال تقديرا له وحرصا على المحبة لا تجد الا صدودا وهجرانا وهذا الحال قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.
هذه النماذج من القطيعة صعبة على النفس وانت ترى تصالحا حتى في الدم فكيف بما دونه من اسباب قد تشتعل في افنس بحق او دور حق لكن العتاب كفيل بتراضي النفوس فربما الخطأ غير مقصود او لا يستحق والخير دائما في المحبة والتعاون والصبر والترفع عن امور قد تطرأ والواجب ان يرفق هذا بهذا ولنتذكر اننا مجرد ضيوف في هذه الدنيا الفانية وان طال السفر ومن تواضع ورحم وتلطف واحسن تعامل مع الناس فقد فلح.
ان صلة الرحم سبب من اسباب دخول الجنة ومن اسباب قبول الاعمال وتعجيل الثواب والبركة في الرزق قال الحق سبحانه (يثا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسي واحدة وخلق منها زوجهلا وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا) وقال صلى الله عليه وسلم (يا ايها الناس افشوا السلام، واطعموا الطعام وصلوا الارحام الخالصة لله لا تشوهها ظنون او اخطاء او اسباب فالعفو من صفات الله تعالى وحث عليه عباده (فمن عفا واصلح فأجره على الله انه لا يحب الظالمين) هكذا دعا الاسلام الحنيف الى تمتين الوشائج بين افراد المجتمع لتحقيق هذا الخلق العظيم من المحبة التي تستقيم بها الحياة الاجتماعية اللهم علام الغيوب ومصرف القلوب من الهجر والجفاء احفظ قلوبنا من التباغض واغفر لنا ولوالدينا ولإخواننا المسلمين.
للتواصل / 6930973
التصنيف: