صغار الموظفين والترقيات
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سليم سعيد هلابي[/COLOR][/ALIGN]
تترافق الترقيات الوظيفية عادة بزيادة الدخل وأحياناً بنسب كبيرة مما يغير مجرى حياة الموظف سعيد الحظ الذي نال الترقية.
بيد أننا وفي ظل الأزمة المالية العالمية نسمع أشياء غريبة عن مضار الترقيات فقد ذكرت دراسة بريطانية أن الترقية الوظفية يمكن أن تكون مضرة بالصحة لأنها تجعل المرء أكثر انشغالاً ولا تترك له وقتاً كافياً لزيارة الطبيب كما تفيد الدراسة.
ورغم أن الدراسة ذكرت أن الترقية تؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية بمعدل 10% وخفض الوقت المخصص لزيارة الطبيب بنسبة 20% في حال الإصابة بالمرض. إلا أنهالم تشر إلى عدد الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة ولا نوعياتهم!!
قرأت الخبر الذي أوردته رويترز عن هذه الدراسة فشعرت بامتعاض وعدم تقبل لنتائج هذه الدراسة وتذكرت بعض المعارف الذين يعجزون عن دفع تكاليف العلاج وفواتير الدواء رغم انهم يعملون منذ أكثر من عشرين عاماً في القطاع الخاص ورواتبهم ثابتة فلا زيادات ولا ترقيات في الوقت الذي تضاعف فيه رواتب كبار المسؤولين في المؤسسة التي يعملون فيها .. تلك الزيادات التي بلغ بعضها 60% من رواتبهم ومع ذلك فلم تضر تلك الترقيات بصحتهم بل حسنتها وجعلت بشرتهم اكثر نعومة ولمعاناً بفعل النعمة وبفضل قدرتهم على التعامل مع أرقى الاطباء والمستشفيات ماديا فالصحة غالية لا تقدر بثمن.
أما صغار الموظفين فوجوههم شاحبة وصحتهم الله يعلم بها وهو خير شافٍ لهم.
لست ادري انتابني احساس بعد قراءة خبر هذه الدراسة بأن النتائج التي توصلت إليها قد تم تسيسها لتتماشى وأوضاع الازمة المالية العالمية كما يجري تسييس القرارات السياسية في مجلس الأمن وقرارات محكمة الجنايات الدولية ومدعيها العام أوكامبو.
وقد ناولت الخبر لزميل لي ليطلع عليه فكان تعليقه: (وطاحت السقيفة على رأس الضعيفة) وفي كل مرة تطيح عليهم فقط ولهم الله.
التصنيف: