[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]سكينة المشيخص[/COLOR][/ALIGN]

في سنة 2004 كانت محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وقت ذاك حديث الشارع العربي الحانق على حكمه المستبد لشعبه وكانت مجريات المحاكمة ومستجداتها هي الشغل الشاغل وحديث المجالس الذي لا ينقطع.تخمين مجرى المحاكمة جعل نصف الشعوب العربية محللين سياسيين بامتياز، في ذلك العام انضمت محامية متطوعة لفريق الدفاع عن صدام حسين، كان جمالها الواضح وثقتها بنفسها وحضورها الأخاذ أول ما لفت الانتباه لها وكانت المفاجأة أن هذه الفتاة ما كانت إلا عائشة ابنة الرئيس معمر القذافي التي أحدث انضمامها صدمة كبيرة للأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية على حد سواء بين مؤيد ومعارض، وعندما سئلت وقت ذاك عن سبب الانضمام أجابت ببساطة (إنه مثل أبي).
عائشة القذافي التي درست القانون في جامعة الفاتح في ليبيا، ثم كانت بصدد الحصول على الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة السوربون بفرنسا، رأت أن الحرب الأمريكية البريطانية على العراق أصابتها بصدمة على حد وصفها جعلتها تفقد ثقتها بالقانون الذي درسته فصرحت وقتها بغضب ( إنه من العبث إضاعة الوقت في دراسة شيء لا وجود له )، شخصية عائشة المتمردة جعلتها تخترق الحصار الجوي المفروض على العراق، حين ترأست وفدا ليبيا سنة 2000م وتوجهت الى بغداد والتقت بالرئيس العراقي المخلوع وقالت بنبرة متحدية (قمنا بهذه الرحلة دون أخد إذن من أحد لأن زيارتنا هذه تمثل الانتقال من غرفة الى أخرى داخل منزل واحد فلا داعي لأخد إذن بذلك ) تريد بذلك أن تبين مدى قوة العلاقة التي كانت تجمع بين ليبيا والعراق.
سيناريو الحرب العراقية يتكرر الآن في ليبيا بكل تفاصيله وكأنه استنساخ لفيلم هوليوودي، وما كان حديث الأمس عن العراق ومستقبله بعد السقوط، هو الحديث الدائر الآن عن ليبيا، وعائشة حاليا طريدة تحاول الإفلات من العقاب والاختباء، قد تحتاج لذات القانون الذي لم تعد تثق فيه باعتباره غير موجود فيما هي موجودة وسيطولها الثوار عاجلا أم آجلا، يدلل على ذلك قول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته الأخيرة لبلدها (عالم اليوم لا مكان فيه لاختباء أشخاص مطلوبين للعدالة) وقد ذهب صدام الذي كان شبيه أبيها، واختبأ أبوها وقد يلقى مصيره، فأين هي بذات الفلسفة القانونية من وضعها الحالي؟.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *