صحفي الأمس واليوم

خالد محمد الحسيني

* كنت استمع الى اذاعة الرياض مساء الاربعاء 17 ربيع الاول في الفترة المسائية وتابعت برنامج \”المنتدى الاعلامي\” الذي يعده ويقدمه الزميل خالد السهيل وكان اللقاء الذي يتحدث فيه الضيف ويستقبل اتصالات المستمعين مع د. أحمد سالم بادويلان وربما استمعت الى الجزء الاخير من الحلقة وشخصياً لم اعرف قبل ذلك د. بادويلان وربما لاسباب غيابه منذ فترة عن الاعلام اذ عرفت من حديث المحاور انه صحفي قديم واستمعت الى حديثه حول رؤيته عن العمل الصحفي قديماً وكيف هو صحفي الأمس الذي كان يلاقي الكثير من التعب وملاحقة الخبر وصحفي اليوم الذي يجد الخبر امامه جاهزا ليضع عليه اسمه.. ولكن ما لفت نظري في حديث الدكتور قوله ان الخبر والعمل الصحفي اليوم متاح للجميع بعكس الخبر قديماً وقبل سنوات تزيد عن الثلاثة عقود وهو يرى ان الخبر تلك الفترة لا يمكن ان يجده الصحفي امامه مثل اليوم واعتبر الدكتور ان \”الخبر\” اليوم للجميع لذلك لا نجد صحفي او صحيفة تتميز بخبر خاص بها وكل الاخبار متشابهة ومتقاربة.
وان صحفي اليوم ليس عليه ان يبحث عن \”الانفراد\” بل ما بعد الخبر وتحليل مضمون الخبر وما يحتاج اليه من متابعة.
هذا رأي د. بادويلان ومع تقديري لخبرته ورأيه الا انني اخالفه ان الخبر اليوم متاحاً للجميع كما قال وضرب مثلاً على ذلك ان بعض الجهات الاعلامية تبث عبر الجوال اخبار يومية للجميع واقول ان مقولة ان الاخبار متيسرة اليوم ومتشابهة غير دقيقة والا لما تابع الناس صحيفة معينة عُرفت بمتابعة وملاحقة الاخبار والانفراد بلقاءات لكبار المسؤولين وزملاء عرفوا في الوسط الصحفي بقدرتهم وتميزهم عن زملائهم في الصحف الاخرى. فكيف اعتبر د. بادويلان ان كل الصحف متشابهة وان الخبر اليوم متوفر لمن يريده دون جهد او عناء او بحث؟! وربما وليسمح لي الدكتور ان رأيه مبني على ما عرفه تلك الفترة ومازال يعتبره امراً سارياً لليوم لاسباب ابتعاد د. بادويلان عن الوسط الصحفي ومتابعة وملاحقة الاخبار في الصحف المحلية ومن سنوات طويلة.. لان رأي الدكتور لا اجده يتفق مع الواقع اليوم وان وافقناه في ان مصادر الخبر اصبحت متيسرة ومتعددة لكن يظل هناك خبر \”خاص\” ويظل هناك صحفي \”محترف متميز\” يبذل جهوداً تتساوى مع تلك التي ذكرها الدكتور تلك الفترة للخروج بخبر ربما لا يتجاوز عشرة اسطر لكنه يحمل اهمية ودلالة وهناك صحفي ارتبط بعلاقات مع عدد من كبار المسؤولين ونجده ينوع في اخباره التي تعد مما يسمى عمل صحفي خاص له وليس لاحد غيره.
ربما اوافق الدكتور في بعض ما ذهب اليه لكنه برأيه هذا اعتبر ان الصحف اليوم تسير بعمل الوكالات ومصادر مواقع الانترنت وما شابهها وهو يقلل من جهد كبير يبذل في كل الصحف من عدد من الزملاء للخروج بمادة صحفية جيدة وهامة وخاصة.. وذكر الدكتور في نهاية البرنامج مقولة \”ان المجتمع دفان\” وكرر اكثر من مرة انها للاديب شيخ الصحافة \”أحمد السباعي\” والصحيح انها للاستاذ الكبير محمد حسين زيدان وقالها واصفا المجتمع لا كما قال د. بادويلان ان السباعي قالها يصف العمل الصحفي او الاعلامي.
احيي الدكتور واحيي الزميل خالد على برنامجه الجميل المطلوب..