محمد بن أحمد الشدي

قال : مضى اليوم الاول في وظيفتي كصبي في ذلك الدكان الصغير أعمل في النهار وكحارس أنام في المخزن في الليل على فراش بارد يعلوه التراب!
وفي أحد الأيام عند الضحى كنت واقفاً أمام الدكان فإذا هو أبي يقف أمامي فقفزت من مكاني كالمجنون واندفعت إليه وارتميت في صدره وفي احضانه وأنا أبكي وأنشج فضمني وهو يبكي كأنه لم يصدق أنه سيجدني في يوم الأيام.. كدت اعتذر واطلب الصفح ولكنه وضع يده على فمي وسمعته يهمس بحزن كبير : الله لايبارك فيك !! وراح أبي يسألني كيف جئت إلى الرياض ومع من وماذا تفعل، ورأيته قد اطمأن وهو يمسح دموعه قائلاً: لماذا فعلت ذلك وهل كنت سأتركك بهذه السهولة.
– لقد خفت يا أبي فالرجل قاسي القلب وأنت تعلم ماذا فعل بالدحمي والسلمي والعبيدي!.
– لا عليك ولا تخف سنوعد إلى الديرة في الحال!.
– لا يا أبي دعني هنا اشتغل عند الرجل الطيب ثم هو الآن معزبي وعمي وقد سمح لي أن اتعلم وقدمت امتحان الشهادة الابتدائية وعندما تظهر النتيجة فسوف أدرس في الرياض كما وعدتني بشكل مستمر.
– ولكن أمك وأخوتك ياولدي يريدونك ويريدون الاطمئنان عليك.
– أنت تطمئنهم علي هيا نذهب إلى الرجل الذي شغلني وأواني.
وما كاد الرجل يبصر أبي حتى أخذه بالاحضان فهو يعرفه منذ زمن كان والدي يشتري منه السكر والقهوة والرز! اعتذر الرجل وحلف لأبي انه لا يعلم أني ابنه وإلا لكنت ضيفا عليه لاصبيا في الدكان!
وروى له والدي ماحدث كما كنت رويت له فقال الرجل: علمت ذلك من ابنك دعه عندي سيكون مع أولادي حتى تهدأ الأمور في الديرة وهو لن يشتغل وإنما سيكون مع الأولاد في البيت.
واطمأن أبي علي بعد أن أقنعه الرجل وعاد إلى القرية بعد أن زودني ببعض المال.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *