صالونات من الأشبــــاح

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد الفايدي[/COLOR][/ALIGN]

منذ مدة ليست قصيرة توقفت عن استقبال من يريد ان يزورني في منزلي وانتقل استقبالي لأصدقائي خارج المنزل إما في احد المقاهي الشهيرة على الكورنيش أو احدى الاستراحات على طريق المدينة بعد أن تحولت المنازل إلى مكان للنوم أو مشاهدة التلفزيون فقط لا غير.
ومن العادات التي تحولت إلى ما يشبه المرض المزمن الحرص على ممارسة العادات الشكلية كالسهر بالليل والنوم طوال النهار والجلوس أمام جهاز التلفزيون وفي يدنا الريموت نتنقل من قناة إلى آخرى دون تمحيص أو رؤيا للقنوات ذات الفائدة والأخرى عديمة الفائدة التي لا تقدم أكثر من برامج مسلوقة مثل معظم مقدمات البرامج اللاتي يكشفن عن اجسادهن أكثر من الذي يقطنه مستوراً.
فقد كانت المنازل في الماضي مخزنا لكل شيء داخل البيت بدءًا من الأكل والشرب إلى خياطة الملابس الرجالية والنسائية إلى اطعام الجار وإلى دعوته عندما تكون هناك ضيافة لضيف أو صديق أما وقد انقرض فعل هذه العادات الطيبة فقد حلت محلها عادات سيئة جدا وأكثرها سوءا تفكك العادات الاسرية بحيث لم يعد أهل واسرة الدار الواحدة يرون بعضهم البعض إلا في النادر أو عند الخروج أو الدخول إلى المنزل.
ولا أدري ماذا يخبئ لنا المستقبل من عادات أخرى تذيب التلاحم الاسري وتقضي على آخر فلول التلاقي على وجبة الغداء فقط ومن ثم يتفرق أهل البيت كل في حاله متحججا بمشاغل الحياة.
من هذا أريد أن اصل إلى أن أكثر صوالين المنازل تحولت إلى اشباح من النادر أن يدخلها ضيف أو زائر بعد أن انتقلت الضيافة إلى المقاهي والاستراحات لدرجة أنني شخصيا وصلت إلى نتيجة بإمكانية الاستفادة من جزء من الصالون وتحويله إلى غرفة يستفيد منها أحد الابناء المحشورين في غرفة واحدة بعد أن اصبحت أتلقي أكثر الدعوات خارج المنزل إما في مقهى أو استراحة ولم يمسكني في المنزل غير النوم أو وجبة الغداء الوحيدة مع الأولاد.
ان مظاهر وأسلوب الحياة قد تقبل كليا في السنوات العشرين الماضية ويعد انفتاح الفضاء ودخول الانترنت وظهور الجوالات ذات التقنية العالية فكل شيء اصبح الحصول عليه عن طريق ضغط \”الأزرار\” في أي مكان تنتقل إليه وهأنذا أخرج مسرعاً بعد صلاة العشاء مباشرة لتلبية دعوة جديدة خارج المنزل في احدى الاستراحات على طريق المدينة اخذا في الاعتبار أن الكتابة في يوم الاجازة كيوم الجمعة تتطلب ألا تكون المادة ثقيلة فيكفي القارئ قراءة المواضيع الجافة والثقيلة التي يطالعها بقية أيام الاسبوع.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *