شُخْبٌ في الإناء وشُخْبٌ في الأرض

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]محمد علي إبراهيم الأصقة[/COLOR][/ALIGN]

ظهور بدأ ينمو سريعاً كنمو العفن في قطعة من الخبز الجاف تتطاير منه أصوات من هنا وهناك تدعى أنها تتبنى لغة الحوار ولكنها تقوده إلى مقصلة التناحر والبغضاء بحماس من يقول \” لا تجهلن علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين\”.
أصوات يشمئز منها السمع لا تجد فيها رائحة التقارب جل اهتمامها تحقيق الذات حتى ولو كان هذا التحقيق من خلال عفن الكلام وتشويه النوايا. لقد اختلت الموازين فمنذ عقود مضت وقبل الوصول الى مراتب مرضية من الثقافة والتعليم كنا الأفضل ولم يكن هناك تلاسن يصل الى نهاية العظم وكعب القدم واليوم وبعد شروق الضوء من وسط دهاليز الصمت وازدحام الساحة بمن يحملون رايات الثقافة أصبح الكيل يفوق القياس حتى طفح الكيل لان الايادي التي تكيل غلبت عليها الرجفة وزحف عليها السواد.
هرولة ولكنها هرولة بخطوات مترنحة تربت من كؤوس الأنانية ليس في قوام أشكالها ما ينبئ عن جدية الوصول الى نقاط تلتقي فيها المصالح وما يشاهد على الساحة تخبط كخبط عشواء في ليل مظلم الكل فيه يتنفس البغضاء ويزرع الجفوة فمن كنا نحسبهم من أهل القمم ونتلهف لما تسطره أقلامهم لتقود الآخرين الى نهاية النفق فإذا بهم يقودون المصداقية الى هاوية التمزق وتترصد أقلامهم لكل همسة في الخفاء أو صوت في العلانية يجعلون منها كرات ملتهبة يتقاذفونها وكلما سكنت حرارتها غمزوها بمهماز التناحر.
الصنعات لم تتوقف ولن تتوقف مادامت نفوس من كنا نحسبهم يمدون أيدهم لوأد المحذور وتقريب المبتور تسعى للقفز فوق كل الخطوط حتى اصبحت بعض الأنفس \”أعق من ضب\”، \”أكذب من فاخته\” لقد أغتيلت فرحتنا بعد أن فرحنا بوجود هذا الكم الهائل من أهل الرأي وحملة الثقافة فاذا بعضهم مفلس وصدمنا بعد أن منينا أنفسنا بأن الاصلاح وجد أخيراً مكاناً خصباً للنمو فإذا بعض الألسن تجرحه بجروح أقطع من الحسام.
إن الذين يلوون أعناق الرغبة في الوصول الى نهاية تباينوا وتجلت نواياهم عندما لوث كل منهم إناء الآخر من خلال الصوت والكلمة وتناثر الحليب عند شحبه واختلف لونه وأصبح الى السواد أقرب وتناثر شحب الحليب هذه المرة ليس على الأرض بل على سطوح أواني كثيرة فهل من مدكر.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *