شيخ وفنان .. ما وجه الغرابة؟
[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]بخيت طالع الزهراني[/COLOR][/ALIGN]
** ذات مرة استمعت للشيخ الدكتور عائض القرني ، وهو يترنم بإحدى قصائده الشعبية الجنوبية ، ثم يرد عليه الشيخ الدكتور ناصر الزهراني (بدعا – وردا ) في مقطوعة أدبية – ولا أروع .. وكأني بالشيخين يومها ، يعلماننا أو بالأحرى يذكراننا ، بـ : ( إن في ديننا فسحة ) .
** الآن وفي هذه الأيام بالذات ومنذ أن أعلن الشيخ القرني ، أن الفنان ( محمد عبده ) سينشد قصيدته \” الواحد الأحد \” .. حتى قامت الدنيا ولم تقعد ، بين معارض ساخط ، ومؤيد مستبشر ، ومن هو \” بين – بين \” .. حتى والشيخ يعلن أنها فقط أنشودة ، من غير مزامير ولا موسيقى .
** قصيدة الشيخ القرني والمكونة من 53 بيتا ، عنوانها : ( الواحد الأحد ) .. ويقول في مطلعها ، الذي كتبه على طريقة قريبة من – الشعر الشعبي :
لا إله إلا الله أبدأ بهـا حـق وصـواب
كلمةٍ من عالـم الغيـب ربـك جـا بهـا
لا إله إلا الله فضاضة الصخـر الصـلاب
أحمـد المختـار للخلـد يسبقنـا بـهـا
و لا إله إلا الله الريح تشهـد والسحـاب
والجبـال الراسيـة كلهـا وهضابـهـا
** إذا كان لي من كلمة كتعليق أو رأي على ما جرى ويجري من ( ضجيج ) حول هذه المسالة ، فإنني أقول بداية ، أن كلا من الشيخ والفنان .. لم يأتيا بدعا من القول بفكرتهما هذه ، فهي تنتظم في سياق مرحلة التحولات الجميلة ، التي صرنا نعيشها هنا مؤخرا ، كنتاج طبيعي للمرحلة .
** غن بيننا من ( يخطف الكبابة من فم القدر) .. وهذا سلوك يطلق على الإنسان المستعجل والمتلهف والسباق ، فمن يدرى لعل لمثل هذا العمل نتائج طيبة ، ونحن لا ندري ، خصوصا والرجلان على درجة من الكياسة والوعي وعمق التجربة .
** تعاون الرجلين دليل على تقارب التيارات والاتجاهات والمشارب الاجتماعية ، وهذا في تقديري أمر ايجابي .. فهل نحن مع التقارب والتلاقي المجتمعي .. أم مع التنافر والتقاطع الذي جربناه ، فلم نجن منه ثمارا ؟
** لقد عاش الكثير منا هنا طويلا مع ثقافة .. ( يا ابيض – يا اسود ) .. وصار أولئك يصنفون الناس وفق هذا التقسيم ، حتى كأنهم لا يعرفون التوسط في الأمور .
** لماذا لا نجرب أن نفترض في الآخرين حسن النية ابتداء ، حتى يثبت العكس ، وبالتالي ما الغضاضة في أن نقبل من كل احد ، ما عنده من الرؤى والأفكار ، ونخضعها للزمن فهو خير من يمحّصها ؟ .
** أظن أننا في هذه المسألة ومثيلاتها نحتاج الآراء المتنوعة ، والحوار البناء ، والنقد الذي يباشر العمل نفسه .. لكننا لسنا أبداً بحاجة إلى محاكمة الناس على نياتهم أو القدح في شخوصهم ، أو مصادرة رؤاهم لمجرد أنها تخالف قناعاتنا ، أو لأنها غير السائد الذي يسوغ فيه الاجتهاد .
** العالم من حولنا يتغير ، ونحن جزء من هذا العالم شئنا أم أبينا ، والتغيير أمر مطلوب بل هو حتمي ، ما لم يتصادم صراحة مع ثوابتنا .
التصنيف: