شموخ الصحوة وتهافت اللبرالية

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]خالد الوحيمد[/COLOR][/ALIGN]

يبدو العنوان صادماً للبراليين ، ومفرحاً لغير اللبراليين ، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً ، فالذي بدأ بالتهافت هي الصحوة وأشكالها ، وهنا نعني أشكالها مما انقسمت بعد التفكك لتيارات فكرية متعددة بدءاً من الإخوان والسلفيين وانتهاء بجماعة التبليغ والمحتسبين ، والسبب واضح هو صراعهم حول السلطة في المنطقة العربية والسيطرة على المجتمع والفرد في مجتمعنا الخاص. والإسلام يرفض الانقسامات الدينية ، حيث ليس بالشريعة انقسام ، سوى في الأمور الدنيوية ، أي من غير تدخل مصطلحات دينية ، وذلك احترام لحرمة الدين.
الذين فرحوا هم بالأساس يجهلون اللبرالية كفكر ، حيث تتوافق مع كل الأديان والطوائف والمعتقدات . اللبرالية اليوم تجمع لا تفرق ، بل تزيد من لحمة الوطن والمجتمعات في دعوتها للتسامح والعقلانية وترك ما هو مبغض ومسيء للإنسانية ، والعمل في تطوير دائرة الفكر ، واحترام الرأي الآخر.
ما دعاني لكتابة هذا المقال حينما قرأت مقالة أحد الكُتاب عن توبته من اللبرالية عجبي في أمره وهل اللبرالية فكر ضال أو كفر؟.والغريب بمقالة الثاني مدعياً أن اللبراليين مجندون لخدمة إيران في ضياع الهوية الإسلامية ، عجبي من هذا الادعاء ! إن كان يعلم عن هذا الأمر فلماذا لم يصرح من قبل فهو من اللبراليين القدماء ، ولكن إن في الأمر لغز! .
حينما فرحوا أشد الفرح بتوبة الزميل الكاتب وائل القاسم ، وهو يتوعد اللبراليين بفضحهم ، بل يحثونه بالعلن بجلب الفضائح . كم أنت مسكين أيها المغيب عن العقل يبدو أن دينك أمرك بكشف المستور ! فغياب العقل يجعل الإنسان ينسى تعاليم دينه الرئيسية ! وحين تَبين للعامة أنها خدعة من الزميل وائل ، انكبوا على شتمه في الوعيد بأشد ما يتوصلون إليه ، حيث الأمر بات مفضوحاً في الصحف الإلكترونية والفيس بوك وتويتر . هذا دليل قاطع وقوي على غياب العقل وتخديره ليس عن التفكير فقط بل عن تعاليم ديننا الحنيف وسماحته. أكاد أجزم سوف يتردد في دخول الإسلام لغير المسلم ، ماذا سيشاهد ، عراك وشتم وعداوة . أهذا دين جاء ليتمم مكارم الأخلاق؟ أين الأخلاق التي يدعيها المجتمع؟ أم حفظ نصوص من غير تدبر وتعقل ، والبدء بهجوم من غير حوار هادئ ، كأننا في معترك مسلح .
فالإنسان العقلاني لا يلتجئ للشتيمة أبداً . وعكس ذلك يظن أنها مصدر من مصادر القوى ، بل هي تنم عن ضعف وجهل متراكم . نتمنى من هذا المجتمع- مجتمع مثقف وواعٍ ، وأن لا ينشغل بسميات فكرية يجهل الكثير فيها ، ليقع فريسة جهله وضعف إدراكه ، نريد نهضة شاملة تنقلنا من العالم الثالث إلى الأول.