شكراً محمد الرسالة وصلت !

Avatar

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبدالرحمن المطيري[/COLOR][/ALIGN]

واصل النظام السوري إجرامه و عربدته بحق البشرية ولم تعد تفرق آلته القاتلة ما بين المواطن السوري البسيط الذي يرى فيه إرهابياً يهدد خط الممانعة والمقاومة وما بين الصحافي أو المصور الذي خاطر بحياته ليظهر الحقيقة كاملة للعالم دون تحريف أو تزييف , فالكلمة قد تكذب أو تستخدم في غير سياقها لكن الصورة أكثر مصداقية وتحمل من الحقيقة الشيء الكثير بل أنها تختصر آلاف الحروف أحياناً , أظهر مقطع فيديو مصور اللحظات الأخيرة من حياة مراسل قناة الجزيرة محمد الحوراني رحمه الله وهو يسقط برصاص قناصة النظام السوري في مشهد يدمي القلب , وبحسب المقربين من الحوراني فإن الأخير كان متعاوناً مع القناة منذ أكثر من عام ولم يكن يقبض طوال فترة عمله أية أموال بل كان همه الأكبر أن ينقل للعالم أجمع ما يعانيه الشعب السوري من قتل وتهجير وتدمير من قبل نظام أدمن كل ذلك , انضم الحوراني للصحافي الفرنسي أيف ديباي الذي قتل قبل أيام برصاص قناصة النظام أيضاً وكلاهما امتداد لسلسلة طويلة من شهداء الصحافة الذين قضوا نحبهم داخل سورية , أرقام مخيفة أجبرت رئيس منظمة « مراسلون بلا حدود « كريستوفر دولوار على تصنيف سورية كأخطر بلد في العالم على الصحفيين و المراسلين ! تصنيف يأتي بعد سقوط أكثر من 19 صحفياً و مراسلاً و 43 ناشطاً إعلامياً منذ اندلاع الثورة السورية , وهو عدد كبير لم يشهده العالم من قبل في دولة واحدة , و لمن يتابع الثورة السورية منذ انطلاقتها قبل عامين لن يستغرب سقوط هذا الكم الكبير من الضحايا الصحفيين , فنظام قتل حتى الآن أكثر من 50 الف وهجر الملايين من شعبه لن يهتم لحياة وقيمة صحافي أو مراسل تليفزيوني بل على العكس فهو يرى في الاثنين مصدر تهديد وخطر عليه لأنهما يستطيعان إخبار مواطن يسكن قرية في البرازيل عن نظام عربي فاشي يتفنن في قتل الأطفال واغتصاب النساء وترويع الكهول والعجائز على مسمع و مرأى من السيدين بان كي مون و نبيل العربي ! أتت الثورة السورية لتسقط المزيد من الأقنعة عن وجوه من كانت شعوب العرب يوماً تصفق لهم و ترقص و ترى فيهم حماة قومية وممانعي إمبريالية , اختلط الدم السوري بالأجنبي في حضرة البحث عن المجد و الحرية فكان نتاج ذلك ثورة أظهرت قبح ما يستطيع إنسان واحد أن يفعله بأمة كاملة كما يفعل بشار الآن في سورية , لم ولن تذهب حياة محمد الحوراني ورفاقه من شهداء الحقيقة سدى , فنظام لا يتورع عن قتل صحافي أو مراسل تلفزيوني حتماً أن لديه من الشر والبؤس ما يخاف أن يظهر للعالم .. شكراً محمد , شكراً ديباي.

[email protected]
twitter : saudibreathe

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *