[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د. منصور الحسيني[/COLOR][/ALIGN]

هذه جملة تستخدم بشكل كبير في الغرب (Thank you for being yourself) وفي الغالب عندما يصدر من الإنسان تصرف قبيح مؤكد فتأتي العبارة من الطرف الآخر ليقول له بطريقة لائقة (أنت تستحق الشكر أن كشفت عن حقيقتك) وأعتقد جازماً أن الغرب يقولها للمسلمين هذه الأيام بشكل يومي لما يشاهدوه من حقيقتنا التي تعرض كل ساعة على مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
المسلمون تحديداً يتحدثون ويكتبون في الأبحاث، المؤتمرات وغيرها عن سماحة الدين الذي هو ختام الرسالات السماوية والكتاب الهادي المبين الذي جاء رحمة من رب العالمين، المعضلة أن العالم أصبح يشاهد المسلمين وهم يستعرضون أبشع الصفات البشرية التي تحول الإنسان من مخلوق مكرم رسالته الأولى في الحياة العمل الصالح بعد توحيد الله إلى وحش بشري يتفاخر بأفعاله المقززة التي يصورها على أنها تقرب إلى الله وبالتالي يفهمها المتلقي من غير المسلمين على أنها من تعليمات الكتاب الحكيم الذي جاء به الرسول الأمين، بل هكذا يقولون.
هل ما يحدث في سوريا وقبلها في العراق، ليبيا وحالة السحل التي حدثت في مصر تظهر طبيعتنا أم تطبعنا؟ هل نحن بشر أم من سكان الغابات؟ أين ذهب الكلام الذي نردده على مسامع الناس عن تعليمات ديننا الحنيف وأخلاقيات رسولنا صاحب الخلق العظيم عليه الصلاة والسلام؟ كله عند الآخرين أصبح هراء لأن ما يفعل المسلم هذه الأيام ويؤيد للأسف من مجاميع كبيرة لا يدل من قريب ولا بعيد على أن هذه هي تعاليم الدين لأن منا من أصبحت تصرفاته تفوق الشياطين، يقتل النفس بوسائل بشعة وقلوب من حجر يشاهدها العالم ونقول لهم نحن أفضل البشر.
نحتاج لموجة إفاقة عاجلة نراجع فيها بعض الأيديولوجيات التي ابتدعناها بما زينه الشيطان لنا ولم تكتب علينا، نحاسب عقولنا التي تقبلت أن تتحمل صدورنا بعض العنف غير الإنساني إلى درجة أصبح فيها عدد القتلى المسلمين اليومي يتردد على مسامعنا مثل درجات الحرارة التي لا يهمنا الفرق فيها بين 43 أو 49 درجة لتعودنا على حرارة الطقس المرتفعة، بل أصبح حصد الأرواح بالمئات وليس بالعشرات، حتى الاستنكار لا يأتي بسبب عدد القتلى بقدر ما هو دفاعاً عن المذهب أو الأيديولوجية بدون تفكير ولا تقدير لما سيحدث للابن الصغير بعد هذه المشاهدات وماهو المصير؟ والسؤال من جعل طقس حياتنا كمسلمين أحر من الجمر وأوحش من الوحشية؟؟ نحن أم المؤامرة أو تسجل ضد مجهول وعلى المتضرر اللجوء إلى الفضاء؟
عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الاعمال

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *