[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]عبد العزيز حريتي[/COLOR][/ALIGN]

استطاع الشعب التونسي الذي يعود إليه الفضل في إطلاق قطار \”الربيع العربي\” التأكيد من خلال أول انتخابات تعددية حرة نزيهة وشفافة، بشهادة كل المراقبين المحليين والدوليين بعد سقوط النظام الديكتاتوري لزين العابدين بن علي الهارب ان يبرهن للعالم أنه عازم على تحقيق أهداف الثورة التي سقط من أجلها مئات الشهداء على رأسهم \”محمد البوعزيزي\”، بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي أُسسه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، نظام ديمقراطي يسع جميع التونسيين دون إقصاء أو تهميش.
لقد أبهر التونسيون العالم، عندما خرجوا عن بكرة أبيهم مند الساعات الأولى من فجر 23 أكتوبر 2011م وتحملوا عناء ومشقة الوقوف في طوابير لساعات طويلة، أعتاد عليها المواطن المغاربي بصفة خاصة والعربي بصفة عامة عند اقتنائه للمواد الغذائية وحاجياته الاستهلاكية.
غير أن تعطش الشعب التونسي للحرية وحرمانه من حقه في اختيار من يمثله بكل سيادة لما يقارب الخمسين سنة من جهة، وإصراره على انجاز ما تبقى من أهداف ثورته.
من جهة أخرى، كل هذه العوامل هي التي دفعت بالتونسيين للإقبال على صناديق الاقتراع بكثافة كبيرة لم يكن يتوقعها لا القائمون على تنظيم هذه الانتخابات في الداخل ولا المراقبون والمتتبعون للشأن التونسي في الخارج.
لقد أكد مشهد الانتخابات في تونس،
بأن المواطن العربي متى استشعر أهميته وقيمة صوته وأنه شريك في الوطن بادر بمنتهى الإيجابية في المشاركة، وسينعكس هذا لا ريب على أدائه في عمله وإتقانه له وشعوره بالولاء والانتماء واستعداده للتضحية والفداء من أجل بناء وطنه ونهضته.
تؤشر نتائج انتخابات المجلس التأسيسي، على أن تونس مقبلة على ولادة جديدة في ظل ديمقراطية حقيقية زاهرة في جو من التعايش ونبذ الاستبداد بأي شكل من الأشكال.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *