[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]د.علي محسن السقاف[/COLOR][/ALIGN]

نعم ذلك هو شعور أبي العروسة عندما يقف في الكوشة مع ابنته وعريسها وهو يرى ابنته التي رعاها طول عمرها واخفاها عن العيون يمسك بيدها رجل غريب وسط الاغاني والزغاريد ثم لاتلبث ابنته ان تختفي بعد ساعات لتذهب مع عريسها الى بيتها الجديد ثم لاتزور اهلها بعد ذلك إلا بمواعيد.
ويتذكر الاب في تلك اللحظات العصيبة هذه الطفلة التي رباها ورعاها وعاشت في كنفه سنين الطفولة ثم سنين الدراسة من الابتدائيه الى الجامعة ويتذكر شراء الدفاتر والكتب وايام سعيدة واخرى عصيبة ايام الصحة والمرض وايام البكاء والضحك
انها لحظات صعبة على جميع الاباء والامهات حتى اصبح بكاء الاب والام عند مغادرة العروسة مع زوجها لاول مرة من الامور المألوفة في قصور الافراح لانه وداع ذاهب الى المجهول.
وكم من أب عاد الى بيته بعد انتهاء الاغاني والزغاريد ليجد البيت كئيباً هادئاً ليس فيه ابنته ولاتكلمه فيه الا زوجته وهو شعور عاطفي صعب موجود لدى كل الشعوب ويجسده الفلم الامريكي (ابو العروسة ).
الا أن شريعة الاسلام العظيمة حصنت هذه العلاقة بسياج من الاحكام والقوانين التي كفلت حقوق المرأة كاملة بما لايوجد في اي شريعة اخرى و لا اي قانون آخر ولا اي بلد اجنبي في الشرق او الغرب
وكان العرب في الجاهلية لايحبون البنات وقد صور القرآن الكريم في آيات بليغة كيف كانوا يستقبلون الخبر بولادة الانثى وكيف يدسون البنات تحت التراب بلا شفقة ولا رحمة، ربما كان ذلك من خوفهم من هذه المواقف التي لاتحتملها قلوبهم الغليظة فلما جاء الاسلام ابطل وأد البنات وكرم المرأة وصان حقوقها ووضح العلاقة الاسرية وبلغت آيات احكام الاسرة في القرآن الكريم سبعين آية .
ومن قصص العرب في الجاهلية التي تبين طريقة تعاملهم مع البنات ان همام بن عمر كان له ثلاث بنات فرفض تزويجهن بل انه كلما تكلم احد في خطبة بناته رفع عليه السيف وهدده بالموت فتحاماه الناس لكن بناته لم يوافقنه هذا الرأي بعد ان تقدم بهن السن فقالت له احداهن
اهمام بن عمر حن قلبي الى شيء يكون مع الرجال
فاشترى لها سيفاً ثم قالت الاخرى بيتا اكثر وضوحا فاشترى لها حصاناً ثم قالت الثالثة بيتا اكثر تصريحاً فزوجهن.
وقد تصاعدت تكاليف الزواج في عصرنا بتراكم العادات والتقاليد فأصبح الزواج عبئا على الاهل والعرسان بل واصبح مطلوباً من اهل العروسة المشاركة في تكاليف السهرة وهذا في نظري خرم للمروءه لانه اهل العروس يخسرون بعد هذه السهرة ابنة غالية وهي خسارة لاتعوض بمال.
لكن اهل العروسة رغم خسارتهم وخسارة ابنتهم المحبوبة ثم مسؤوليتهم بعد ذلك عن مرضها وعيالها إلا انهم يسعدون طالما بقيت ابنتهم سعيدة.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *