* ليس مهماً ان تتعلم متى وكيف تتحدث، ولكن الأهم ان تتعلم متى تصمت؟! فكثرة الحديث خواء.. ودليل عجز وقديماً قبل (الطبل الأجوف يحدث دوياً هائلاً).. والشر البلايا جليس صفيق يجبرك على سماعه!؟
* من بداية مراحلنا الدراسية علمونا الا نمتدح شخصاً بما ليس فيه، وان كان هناك مديح يجب أن ينبع من القلب والعقل معاً على بصيرة مدركة حقائق الاشياء دون دراية او تشويه او نفاق بغية الوصول الى المبتغى الذي يستحق المدح.
* تعلمنا.. وما اكثر ما تعلمناه.. تعلمنا ان الاعجاب بالنفس والغرور اسرع الطرق واقصرها الى الفشل والخسران المبين!.. فالنفس المختالة اداة تدمير لصاحبها ومحول هدم، تذهب به الى فعل الشر وريحاً تنثر هباء كل النعم التي حباها بها الخالق الباري المتعال.. انها الظلام لبصيرة صاحبها تزين له الاضرار بالآخرين.. تقف عاجزة عن فعل الخير.
* وقد قيل قديماً (ان من اشد عيوب الانسان.. ان تختفي عيوبه عنه) وبذا تختفي منحاسن غيره فلا يقلع عن عيبه لانه لا يعرفه.. فمتى نعلم ان بصلاحنا يصلح لنا الناس؟!
* وتحضرني الآن ذكرى .. رحلة.. وأنا في ميعة الصبا.. انهل واقراني من نبع الكتاتيب؟!.. يوم تعلمنا ان فكرة الثالوث البغيض: الكبر والحسد والغضب.. يومها كان معلمنا (أو الشيخ.. كما يطلق عليه) يمسك بعصاه الغليظة يداعبها بين أنامله وقد اعتلى صندوقاً خشبياً ليتنسى لنا جميعاً رؤيته.. وحدق فينا قائلاً.. “أي ابنائي ان الكبر يهلك ويدمر صاحبه مانعاً له من الطاعة والانقياد لأوامر الدين ونواهيه، والحسد يحفر لصاحبه قبراً ويصم اذنيه عن سماع اي نصح وارشاد، والغضب مهلكة وتدمير واضفاء ذل ومنع خير متداول بين الآخرين.. فحذار حذار ابنائي ان تنساقوا اليها واياكم والانزلاق في وحل مدح الآخرين دون ان تدركوا حقائق فعلهم.. ولكن مدوا لهم يد المساعدة في عمل الخير والصلاح”.
وكفى بالمرء ان يخشى الله تبارك وتعالى.

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *