[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]تماضر اليامي[/COLOR][/ALIGN]

كثر الحديث مؤخرا عن ما أسموه بظاهرة الاعجاب بين الفتيات في المدارس والجامعات السعودية خاصة وأن تلك الظاهرة طفت على السطح بعد ركود دام لعقود في القيعان حيث أنها آخر الاكتشافات المتأخرة لعلماء وزارة التربية والتعليم. وكما يعلم المطلعون على أوضاع المؤسسات التعليمية الأنثوية في السعودية أن هذه الظاهرة ليست بجديدة فقد توقعوا الحلول التي سيتم وضعها للتصدي لها والتي هي الأخرى لم تأتي بجديد.
تعميم آخر يصدر يتمحور حول ضوابط الملبس في هذه المؤسسات ويضاف الى ملف التعاميم الأكبر من نوعه. في هذا الملف يمنع لبس التنورة التي تقصر عن مستوى الكعب ويمنع لبس التنورة الضيقة ويمنع لبس التنورة بفتحة والتنورة بألوان زاهية!! ويمنع لبس القميص بلون غير الأبيض أو درجاته والقميص بأكمام قصيرة والقميص الشفاف والقميص بفتحة صدر واسعة ويمنع وضع ظل العيون أو أحمر الشفاه ويمنع لبس الإكسسوارات ولبس الكعب ولبس الحذاء المفتوح ويمنع لبس الحذاء بدون جوارب!!! ويمنع مسك الأيدي أو وضع اليد على كتف طالبة أخرى ويمنع منعا باتا انفراد طالبتين في فصل أو قاعة مهما كانت الأسباب. وتطول قائمة الممنوعات الغريبة ويزداد ملف التعاميم غير المدروسة أو مجدية انتفاخا.
وبالرغم من أنني أتفق تماما مع وجود ضوابط عامة عقلانية في الملبس في المكان المخصص لطلب العلم أو الرزق ولكن أن يتم ربط هذه الضوابط بالشذوذ الجنسي فهذا غير مقبول فضلا عن أنه ينافي العقل والمنطق ويضرب بالآداب العامة العالمية للمؤسسات التعليمية والنظريات العلمية الأزلية في علم النفس والسلوك عرض الحائط. فالشذوذ كما هو معروف له أسباب منها ما هو خلل في التكوين الجسدي لم يتم اكتشافه أو تم اكتشافه وتجاهله عوضا عن اصلاحه أو خلل تربوي يؤدي بالفتاة الى كره الجنس الآخر أو البحث عن من يملأ فراغا عاطفيا لديها، وعندما يصحب هذا النوع من الخلل خلل اجتماعي صارم لا تجد من اجتمعت عندها المسببات وغاب عنها الوازع الديني إلا أن تسلك هذا الطريق الذي يشكل لها حلا أوحد وأسلم لجميع مشاكلها.
واذا كانت الظاهرة في ازدياد وتفاقم فذلك أكبر مؤشر على الخلل الأعظم ألا وهو طرق العلاج العقيمة. فبعد أن برهنت التعاميم السطحية فشلها في احتواء الظاهرة وعلاجها ألم يأن الأوان لدراسة القضية بتعمق ووضح حلول تربوية أكثر جدية؟ أم أننا سنسمع قريبا بتعميم ينص على منع التواصل المباشر بجميع أشكاله بين الطالبات ويفرض غض البصر.
@tamadoralyami

التصنيف:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *